للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٨ - (عمر) بن الخطّاب بن نُفيل العدويّ الخليفة الراشد، أمير المؤمنين، استُشهد رضي الله تعالى عنه فِي ذي الحجة سنة (٢٣)، وولي الخلافة عشر سنين ونصفاً ٦٠/ ٧٥. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ) بكسر الياء المشدّدة، وفتحها، والكسر أولى؛ لأنه كَانَ يكره الفتح، أنه (قَالَ: قَالَ عُمَرُ) بن الخطاب -رضي الله عنه- (لِصُهَيْب) بن سنان، أبي يحيى الرُّوميّ، أصله منْ النمر، يقال: كَانَ اسمه عبد الملك، وصُهيبٌ لقبه، صحابيّ مشهور، مات -رضي الله عنه- بالمدينة سنة (٣٨)، وتقدّمت ترجمته فِي ٨٩/ ١٣٤٦ (مَا لِي أَرَى عَلَيْكَ خَاتَمَ الذَّهَبِ؟) هَذَا استفهام إنكاريّ، والظاهر أن عمر -رضي الله عنه- لم يُغلظ عليه؛ لاحتمال أن لا يكون وصل إليه خبر تحريم خاتم الذهب الناسخ للإباحة التي تمسّك بها صُهيب -رضي الله عنه- (قَالَ) صُهيب -رضي الله عنه- (قَدْ رَآهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ) يعني النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، (فَلَمْ يَعِبْهُ) بفتح أوله، مضارع عابه، منْ باب باع: أي لم يعب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هَذَا الخاتم (قَالَ) أي عمر -رضي الله عنه- (مَنْ هُوَ؟) أي منْ الذي هو خير مني، إنما قَالَ ذلك؛ لاحتمال أن يريد أبا بكر -رضي الله عنه- (قَالَ) صهيب (رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) بالرفع خبر لمحذوف: أي هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا محمول عَلَى أنه -صلى الله عليه وسلم- رآى خاتم الذهب عَلَى صهيب -رضي الله عنه- فِي الوقت الذي كَانَ التختّم بالذهب جائزًا، ثم لم يبلغ صُهيباً خبر التحريم، فاستمرّ عليه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هَذَا الْحَدِيث تفرد به المصنّف رحمه الله تعالى هنا ٤٢/ ٥١٦٥ - وفي "الكبرى" ٥٢/ ٩٤٦٥. وَقَالَ فيه: ما نصّه: قَالَ أبو عبد الرحمن: هَذَا حديث منكر انتهى. وهو كما قَالَ منكر؛ لأن فِي سنده عطاء الخراسانيّ مدلّسٌ، وَقَدْ رواه بالعنعنة، ولأنه يعارض الأحاديث الصحيحة فِي تحريم خاتم الذهب، كالأحاديث الآتية فِي الباب التالي، وغيرها.

[فإن قلت]: فيه أيضاً انقطاع، فإن سعيد بن المسيّب لم يسمع منْ عمر، عند الأكثرين.

[أُجيب]: بأن مراسيل سعيد صحيحة لكونها عن الثقات، كما هو مشهور فِي كتب المصطلح، فلا يضرّ ذلك. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

***