للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير الصحابيّ، فإنه منْ رجال الأربعة. (ومنها): أن شيخه أحد مشايخ الجماعة بلا واسطة، كما سبق غير مرّة. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، والابن عن أبيه. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ) عوف مالك (عَنْ أَبِيهِ) مالك بن نضّلة -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَرَآنِي رَثَّ الثِّيَابِ) بفتح الراء، وتشديد الثاء المثلّثة: أي خَسيس الثياب خَلَقَها، قَالَ الفيّوميّ: رَثَّ الشيءُ يرُثّ، منْ باب قرُب رُثُوثةً، ورَثاثةً: خَلُق، فهو رَثٌّ، وأرثّ بالألف مثله، ورَثّت هيئة الشخص، وأرثّت: ضعُفت، وهانت، وجمع الرّثّ رِثَاثٌ، مثلُ سَهْم وسِهَام. انتهى. وفي "الصحاح"، و"القاموس" ما يفيد أن فعله منْ باب ضرب، وفي "اللسان": ما يُفيد أنه بالوجهين، وعبارته: الرّثّ، والرّثّةُ، والرَّثِيث: الْخَلَقُ الخسيسُ البالي منْ كلّ شيء، تقول ثوبٌ رَثٌّ، وحبلٌ رَثٌّ، ورجلٌ رثّ الهيئة فِي لُبسه، وأكثر ما يُستعمل فيما يُلبس، والجمع رِثَاثٌ، وَقَدْ رثّ الحبلُ وغيرُهُ يَرِثّ -أي منْ باب ضرب-، ويرُثّ -أي منْ باب نصر- رَثَاثةً، ورُثُوثةً، وأرثّ، وأرثّه البلى، قَالَ: ورجلٌ رثّ الهيئة: خَلَقُها، باذّها، قَالَ: والرثّ، والرثّة جميعاً رديء المتاع، وأسقاطُ البيت منْ الْخُلْقَان. انتهى باختصار.

وفي الرواية التالية: "أنه أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فِي ثوب دُون".

(فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (أَلَكَ مَالٌ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنْ كُلِّ الْمَالِ) أي لي منْ كلّ أنواع المال المتعارفة فِي ذلك الوقت شيء كثير. وزاد فِي الرواية التالية: قَالَ: منْ أي المال؟، قَالَ: قد آتاني الله منْ الإبل، والغنم، والخيل، والرقيق" (قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (فَإِذَا آتَاكَ) بالمد كأعطاك وزنًا ومعنًى (اللَّهُ مَالاً، فَلْيُرَ) بالبناء للمفعول (أَثَرُهُ عَلَيْكَ") وفي الرواية التالية: "فليُر عليك أثر نعمة الله، وكرامته". والمعنى أي البَسْ ثوبا جديدًا جيّدًا؛ ليعرف النَّاس أنك غنيّ، وليقصدك المحتاجون لطلب الزكاة، والصدقات. قيل: هَذَا فِي تحسين الثياب بالتنظيف، والتجديد عند الإمكان، منْ غير أن يُبالغ فِي النعامة والرقّة، حَتَّى لا يقع فِي لبس ثياب الشهرة.

وفي رواية منْ طريق شعبة، عن أبي إسحاق، قَالَ: سمعت أبا الأحوص يحدث عن أبيه، قَالَ: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنا قَشِفُ الهيئة، فَقَالَ: "هل لك مال؟ " قَالَ: قلت: نعم، قَالَ: "منْ أيّ المال؟ " قَالَ: قلت: منْ كل المال، منْ الإبل، والرقيق، والخيل،