للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التماثيل، الطير، والرجال. وعن ابن علية، عن سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين، قَالَ: كانوا لا يرون ما وُطىء، وبُسط منْ التصاوير مثل الذي نصب. وعن إسماعيل ابن علية أيضًا، عن أيوب، عن عكرمة أنه كَانَ يقول فِي التصاوير، فِي الوسائد، والبسط التي توطأ: هو أذل لها. وعن أبي معاوية، عن عاصم، عن عكرمة، قَالَ كانوا يكرهون ما نُصب منْ التماثيل نصبا، ولا يرون بأسا بما وطئته الأقدام. وعن ابن إدريس، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، أنه كَانَ لا يرى بأسا بما وُطيء منْ التصاوير. وعن ابن يمان، عن عثمان بن الأسود، عن عكرمة بن خالد، قَالَ: لا بأس بالصورة، إذا كانت توطأ. وعن ابن يمان، عن الربيع بن المنذر، عن سعيد بن جبير، قَالَ: لا بأس بالصورة، إذا كانت توطأ. وعن عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الملك، عن عطاء فِي التماثيل، ما كَانَ مبسوطا يوطأ، أو يبسط، فلا بأس به، وما كَانَ منه ينصب، فإني أكرهها. وعن الحسن بن موسى الأشيب، عن حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله، قَالَ: كانوا لا يرون بما يوطأ منْ التصاوير بأسا.

قَالَ أبو عمر: هَذَا أعدل المذاهب، وأوسطها فِي هَذَا الباب، وعليه أكثر العلماء، ومن حمل عليه الآثار، لم تتعارض عَلَى هَذَا التأويل، وهو أولى ما اعتقد فيه، والله الموفق للصواب.

وَقَدْ ذهب قوم إلى أن ما قُطع رأسه فليس بصورة، رَوَى أبو داود الطيالسي، قَالَ: حدثنا ابن أبي ذئب، عن شعبة، مولى ابن عبّاس، قَالَ: دخل المسور بن مخرمة، عَلَى ابن عبّاس، وهو مريض، وعليه ثوب إستبرق، وبين يديه ثوب، عليه تصاوير، فَقَالَ المسور: ما هَذَا يا ابن عبّاس؟ فَقَالَ ابن عبّاس: ما علمت به، وما أرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن هَذَا، إلا للكبر والتجبر، ولسنا بحمد الله كذلك، فلما خرج المسور أمر ابن عبّاس بالثوب، فنزع عنه، وَقَالَ: اقطعوا رؤوس هذه التصاوير. وروى ابن المبارك، قَالَ: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق، قَالَ: حدثنا مجاهد، قَالَ: حدثنا أبو هريرة، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن جبريل أتاني البارحة، فلم يمنعه أن يدخل إليّ، إلا أنه كَانَ فِي البيت حجال وستر، فيه تماثيل، وكلب، فأمر برأس التمثال أن يُقطع، وبالستر أن يُثنَى، ويجعل منه وسادتان توطآن، وبالكلب أن يُخرج".

وذكر ابن ابي شيبة، عن ابن علية، عن أيوب، عن عكرمة، قَالَ: إنما الصورة الرأس، فإذا قُطِع فلا بأس. وعن يحيى بن سعيد، عن سلمة أبي بشر، عن عكرمة، فِي قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: ٥٧]، قَالَ: أصحاب التصاوير.

وذهب جماعة منْ أهل العلم إلى أن الصورة المكروهة فِي صنعتها واتخاذها، ما كَانَ له