(عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ) الجهنيّ رضي الله تعالى عنه (عَنْ أَبِى طَلْحَةَ) الأنصاريّ -رضي الله عنه- (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:"لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ"، قَالَ بُسْرٌ) بن سعيد (ثُمَّ) بعد أن حدّثنا بهذا الْحَدِيث (اشْتَكَى زَيْد) أي مرض زيد بن خالد -رضي الله عنه- (فْعُدْنَاهُ) أي زرناه (فَإِذَا عَلَى بَابِهِ سِتْرٌ)"إذا" هي الفجائيّة، والستر بكسر، فسكون: ما يُستَر به، وجمعه سُتُور: أي فاجأنا وجود ساتر (فِيهِ صُورَةٌ) جملة منْ مبتدأ وخبر فِي محلّ رفع صفة لـ"ستر"(قُلْتُ) القائل هو بسر (لِعُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ) أي الذي كَانَ معه، ففي رواية للبخاريّ منْ طريق عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشجّ:"أن بسر بن سعيد حدّثه، أن زيد بن خالد الجهنيّ -رضي الله عنه- حدّثه، ومع بسر بن سعيد عُبيد الله الْخَوْلانيّ الذي كَانَ فِي حَجْر ميمونة رضي الله عنها، زوج النبيّ -صلى الله عليه وسلم-".
وعُبيد الله هَذَا هو ابن الأسود، ويقال: ابن اسد، ويقال له: ربيب ميمونة؛ لأنها كانت ربّته، وكان منْ مواليها، ولم يكن ابن زوجها، ثقة منْ الطبقة الثالثة (أَلَمْ يُخْبِرْنَا زَيْدٌ) قَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: يعني زيد بن خالد، وذلك أنه لَمّا دخل منزل زيد، فرأى الستر فيه صورٌ ذكّر بسرٌ عبيد الله الخولانيّ بالحديث الذي حدّثهم به زيد عن أبي طلحة، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي سمع منْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله:"لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة"، وكان أبو طلحة قد ذكر مع ذلك، متّصلاً به قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إلا رقماً فِي ثوب"، فاستثنى المرقوم منْ الصور، فحصل منه أن الملائكة لا تمتنع منْ دخول بيت فيه صورة مرقومة. انتهى "المفهم" ٥/ ٤٢٣ - ٤٢٤.
(عَنِ الصُّورَةِ) أي عن حكمها، وهو النهي عنها (يَوْمَ الأوَّلِ) أي فِي وقت تقدّم قبل هَذَا. (قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَلَمْ تَسْمَعْهُ يَقُولُ: "إِلاَّ رَقْمًا فِى ثَوْبٍ") وفي رواية عمرو بن الحارث، عند البخاريّ:"فَقَالَ: إنه قَالَ: "إلا رقمًا فِي ثوب، ألا سمعته؟ قلت: لا، قَالَ: بلى، قد ذكره". والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث أبي طلحة رضي الله تعالى عنه هَذَا متَّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -١١١/ ٥٣٥٢ - وفي "الكبرى" ١٠٩/ ٩٧٦٣. وأخرجه (خ) فِي "بدء