للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الماضي. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، فبغلانيّ، وسفيان، فمكيّ. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ عَائِشَةَ) رضي الله تعالى عنها، أنها (قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ سَفَرٍ) فِي رواية البيهقيّ أنها غزوة تبوك، وفي رواية أخرى لأبي داود، والنسائيّ: "غزوة تبوك، أو خيبر" بالشكّ. قاله فِي "الفتح" ١١/ ٥٨٦ (وَقَدْ سَتَّرْتُ بِقِرَامٍ) بكسر القاف، وتخفيف الراء: هو سترٌ فيه رقمٌ، ونقشٌ. وقيل: ثوب منْ صوف، ملوّن، يُفرش فِي الهودج، أو يُغطَّى به (عَلَى سَهْوَةٍ لِي) بفتح السين المهملة، وسكون الهاء: هي صُفّة منْ جانب البيت. وقيل: الكوّة. وقيل: الرفّ. وقيل: أربعة أعواد، أو ثلاثة يُعارَض بعضها ببعض، يوضع عليها شيء منْ الأمتعة، وقيل: غير ذلك، وَقَدْ تقدّم بعضه قريبًا، وتقدّم أيضاً مستوفًى فِي "الصلاة" ١٢/ ٧٦١.

(فِيهِ تَصَاوِيرُ) وفي رواية البخاريّ: "فيه تماثيل"، وهو بمعناه (فَنَزَعَهُ) وفي الرواية التالية: "ثم هتكه"، وهو بمعناه، وفي الرواية المتقدّمة منْ طريق عروة: "فَقَالَ: يا عائشة، أخّريه عنّي، فنزعته" (وَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (أَشَدُّ النَّاسِ) مبتدأ، خبره الموصول الآتي (عَذَاباً) منصوب عَلَى التمييز (يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ظرف لـ"عذابًا" (الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ) أي يشابهون الله تعالى فِي خلقه، ويعارضون بما يعملون منْ الصور، فالباء بمعنى "فِي"، قَالَ الفيّوميّ: ضاهأه مضاهأةً مهموزٌ: عارضه، وباراه، ويجوز التخفيف، فيقال: ضاهيته مضاهاةً، وقُرىء بهما، وهي مشاكلة الشيء بالشيء. انتهى.

فقوله: "اشدّ النَّاس" عَلَى تقدير معنى "منْ"؛ لأنه لا يكون أشدّ منْ فرعون، ونحوه، ويؤيّد ذلك ما وقع عند مسلم، منْ طريق أبي معاوية، عن الأعمش: "إن منْ أشدّ النَّاس عذاباً" بـ"منْ". والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث عائشة رضي الله تعالى عنها هَذَا متَّفقٌ عليه.