للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السين المهملة: وهو الصواب منْ القول، والفعل، وأما السّداد بالكسر، فهو ما تُسدّ به القارورة، وغيرها، وسِداد الثغر بالكسر منْ ذلك، واختلفوا فِي سداد منْ عَوَز لما يُرْمَق به العيش، وتُسَدّ به الْخَلَّة، فَقَالَ ابن السّكّيت، والفارابيّ، وتبعه الجوهريّ بالفتح والكسر، واقتصر الأكثرون عَلَى الكسر، منهم ابن قُتيبة، وثعلب، والأزهريّ؛ لأنه مستعار منْ سِداد القارورة، فلا يُغيّر. وزاد جماعة، فقالوا: الفتح لحنٌ. وعن النضر بن شُميل: سِداد منْ عَوَز: إذا لم يكن تامّا، ولا يجوز فتحه. ونقل فِي "البارع" عن الأصمعيّ: سِداد منْ عَوَزٍ بالكسر، ولا يقال بالفتح، ومعناه: إن أعوز الأمر كلُّهُ، ففي هَذَا ما يَسُدُّ بعض الأمر. انتهى "المصباح".

وَقَدْ نظم شيخنا عبد الباسط بن محمد المناسيّ رحمه الله تعالى الفرق المذكور بقوله:

إِنَّ السِّدَادَ كَكِتابٍ بُلْغَةُ … وَمَا بِهِ يُسَدُّ شَيْءٌ ثَابِتُ

أَمَّا الَّذِي بِالْفَتْحِ كَالسَّحَابِ … فَقَصْدُ دِينٍ وَسَبِيلِ الْبَابِ

واختصره رحمه الله تعالى فِي بيت واحد، فَقَالَ:

سِدَادُك الْمَكْسُورُ سِينًا بُلْغَتُكْ … وَمَا بِمَعْنَى الْقَصْدِ فِيهَا فَتْحَتُكْ

(وَاهْدِنِي، وَنَهَانِي عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى الْمَيَاثِرِ، وَالْمَيَاثِرُ قَسِّيٌّ) بفتح القاف، وتشديد السين المهملة، بعدها ياء نسبة، وذكر أبو عبيد فِي "غريب الْحَدِيث" أن أهل الْحَدِيث يقولونه بكسر القاف، وأهل مصر يفتحونها، وهي نسبة إلى بلد يقال لها: القَسّ، وحُكي عن شَمِر اللغويّ أنها بالزاي، لا بالسين: نسبة إلى القزّ، وهو الحرير، فأبدلت الزاي سينًا (كَانَتْ تَصْنَعُهُ النِّسَاءُ لِبُعُولَتِهِنَّ) بالضمّ جمع بعل، وهو الزوج، يقال: بَعَلَ يبعُلُ، منْ باب قتل بُعُولةً: إذا تزوّج، والمرأة بَعْلٌ أيضاً، وَقَدْ يقال فيها: بعلة بالهاء، كما يقال: زوجة؛ تحقيقاً للتأنيث. قاله الفيّوميّ (عَلَى الرَّحْلِ) أي للوضع عَلَى الرحل، بفتح، فسكون: هو مَرْكَبٌ للبعير، كالراحُول، جمعه أَرْحُلٌ، ورِحالٌ، ومسكنك، وما تستصحبه منْ الأَثَاث. قاله فِي "القاموس"، والأول هو المراد هنا (كَالْقَطَائِفِ) بالفتح: جمع قطيفة: هي كساء له خَمْلٌ (مِنَ الأُرْجُوَانِ) -بضم الهمزة والجيم، بينهما راء ساكنة، ثم واو خفيفة- وحكى عياض، ثم القرطبيّ، فتح الهمزة، وأنكره النوويّ، وصوب أن الضم هو المعروف فِي كتب الْحَدِيث، واللغة، والغريب.

واختلفوا فِي المراد به، فقيل: هو صبغ أحمر شديد الحمرة، وهو نَوْر شجر منْ أحسن الألوان. وقيل: الصوف الأحمر. وقيل: كل شيء أحمر، فهو أرجوان، ويقال ثوب أرجوان، وقطيفة أرجوان، وحكى السيرافي أحمر أرجوان، فكأنه وصف للمبالغة