أبي داود" ٤٩٥٥ وكذا فِي "تحفة الأشراف" ٩/ ٦٧ ونصّه: حديث "لَمّا وفد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم … " الْحَدِيث (د) عن الربيع بن نافع - (س) فِي القضاة عن قتيبة- كلاهما عن يزيد بن المقدام بن شُريح، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه هانىء به. انتهى. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بثقات الكوفيين، غير شيخه، فبغلانيّ. (ومنها): أنه مسلسلٌ برواية الأبناء عن الآباء. (ومنها): أن صحابيّه منْ المقلّين، ليس له فِي الكتب الستة غير هَذَا الْحَدِيث عند المصنّف، وأبي داود فقط. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِيهِ هَانِىءٍ) بن يزيد -رضي الله عنه- (أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ) قَالَ فِي "القاموس": وفد إليه، وعليه يفِد، منْ باب وعد وَفْدًا بالفتح، ووُفودًا ووِفادةً بالكسر، وإفادة: قدم، وورد. انتهى بإيضاح (إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) زاد فِي "الكبرى": "مع قومه" (سَمِعَهُمْ) أي سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قومه، وفي نسخة: "سمعه"، قَالَ السنديّ رحمه الله تعالى: أي سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مناداته، أي مناداة القوم إياه بأبي الحكم، فضمير الفاعل فِي "سمع" للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وضمير المفعول لهانىء عَلَى حذف مضاف. انتهى (وَهُمْ) أي قومه (يَكْنُونَ) بضم أوله مع تشديد النون، أو بفتحه، مع تخفيفها: يسمّونه، يقال: كنى زيدًا أبا عمرو، وبأبي عمرو كُنيةً بالكسر والضمّ: سمّاه به، كأكناه، وكنّاه، وأبو فلان كنيته، وكنوته بالضمّ، ويكسران. أفاده فِي "القاموس"، وفي "المصباح": الكنية اسم يُطلق عَلَى الشخص للتعظيم، نحو أبي حفص، وأبي الحسن، أو علامة عليه، والجمع كُنى بالضمّ فِي المفرد والجمعِ، والكسر فيهما لغةٌ، مثلُ بُرْمة وبُرَم، وسِدرة وسِدَر، وكنيته أبا محمّد، وبأبي محمّد، قَالَ ابن فارس: وفي "كتاب الخليل": الصواب الإتيان بالباء. انتهى. فتبيّن منْ هَذَا أن "كنى" يتعدّى إلى مفعولين، فقوله (هَانِئًا) مفعوله الأول، وقوله (أَبَا الْحَكَم) بفتحتين مفعوله الثاني (فَدَعَاهُ) أي هانئًا (رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَاَل لَهُ: "إِنَّ الله هُو الْحَكَمُ) بفتحتين (وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ) بضمّ، فسكون: أي منه تعالى يُبتدأ الحكم، وإليه ينتهي الحكم، وفي إطلاق أبي الحكم عَلَى غيره يوهم الاشتراك فِي وصفه عَلَى الجملة، وإن لم يُطلق عليه سبحانه وتعالى أبو الحكم. كذا فِي "المرقاة".
قَالَ فِي "شرح السنّة": الحكم: هو الحاكم الذي إذا حكم لا يُرد حكمه، وهذه