قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، محمّد بن منصور، وهو الْجَوّاز المكّيّ، فإنه منْ أفراد، وهو ثقة [١٠] ٢٠/ ٢١. و"سفيان": هو ابن عيينة. و"أبو حازم": هو سلمة بن دينار التمّار الأعرج المدنيّ [٥].
وقوله:"صفّحوا" -بتشديد الفاء- منْ التصفيح: أي ضربوا بأيديهم إعلامًا بحضور النبيّ -صلى الله عليه وسلم-. وقوله:"يعني يديه" أي رفع يديه حامدًا لله تعالى عَلَى إكرام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إياه بالتقدّم بين يديه، ولكنه فَهِم أن الأمر للإكرام، لا للإيجاب، فاختار التأخّر عَلَى امتثال الأمر، وفيه أن سلوك الأدب أولى منْ امتثال الأمر الذي ليس للوجوب، وَقَدْ تقدّم تمام البحث فِي هَذَا فِي "الصلاة". وقوله:"ثم نكص": أي رجع عَلَى عقبيه.
وقوله:"ما كَانَ الله ليرى ابن أبي قُحافة الخ": قاله هضمًا لنفسه، وتواضعًا لنبيّه -صلى الله عليه وسلم-، حيث لم يقل: لي، ولا لأبي بكر، وعادة العرب إذا عظّمت الرجل ذكرته باسمه، وكنيته، أو لقبه، وفي غير ذلك تنسبه إلى أبيه، ولا تسمّيه. قاله فِي "الفتح" ١٥/ ٩١.
وقوله:"بين يدي نبيّه -صلى الله عليه وسلم-" أي بلا ضرورة، فلا يرد عليه إمامته فِي مرضه -صلى الله عليه وسلم-، مع ما فيه منْ الاختلاف، والصحيح أنه هو الإِمام، كما سبق بيانه مستوفًى فِي "الصلاة".
والحديث متّفقٌ عليه، وَقَدْ تقدّم فِي "الإمامة" ١٥/ ٧٩٣. وسبق تمام شرحه، وبيان مسائله هناك، فراجعه تستفد. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".