للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فكوفيّ. (ومنها): أن فيه الابن عن أبيه، عن خالته، رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه عروة أحد الفقهاء السبعة، وفيه عائشة رضي الله تعالى عنها منْ المكثرين السبعة، روت (٢٢١٠) أحاديث. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ عَائِشَةَ) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، أنها (قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدٌ) يجوز صرف هند وعدم صرفه؛ لكونه ساكن الوسط، ومنعه أولى؛ لوجود العلّتين: العلميّة والتأنيث، وإن كَانَ سكون الوسط قابل أحدهما، كما قَالَ فِي "الخلاصة":

وَجْهَانِ فِي الْعَادِمِ تَذْكِيرًا سَبَقْ … وَعُجْمَةً كَـ"هِنْدَ" وَالْمَنْعُ أَحَقُّ

وفي رواية البخاريّ: "أن هندّا بنت عتبة"، قَالَ فِي "الفتح": كذا فِي هذه الرواية "هندا" بالصرف، ووقع فِي رواية الزهريّ، عن عروة الماضية فِي "المظالم" بغير صرف "هند بنت عتبة بن ربيعة": أي ابن عبد شمس بن عبد مناف، وفي رواية الشافعيّ، عن أنس بن عياض، عن هشام: "أن هندا، أم معاوية"، وكانت هند لَمّا قُتل أبوها عتبة، وعمها شيبة، وأخوها الوليد يوم بدر، شَقّ عليها، فلما كَانَ يوم أحد، وقُتل حمزة فَرِحت بذلك، وعَمَدت إلى بطنه فشقتها، وأخذت كبده فلاكتها، ثم لفظتها، فلما كَانَ يوم الفتح، ودخل أبو سفيان مكّة مسلما، بعد أن أسرته خيل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة، فأجاره العبّاس، غضبت هند لأجل إسلامه، وأخذت بلحيته، ثم إنها بعد استقرار النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بمكة جاءت، فأسلمت، وبايعت، وقالت له: يا رسول الله، ما كَانَ عَلَى ظهر الأرض منْ أهل خباء، أحب إليّ أن يَذِلّوا منْ أهل خبائك، وما عَلَى ظهر الأرض اليومَ أهل خباء أحب إليّ أن يَعِزّوا منْ أهل خبائك، فَقَالَ: "أيضاً، والذي نفسي بيده"، ثم قالت: يا رسول الله، أن أبا سفيان … الخ، وذكر ابن عبد البرّ: أنها ماتت فِي المحرم، سنة أربع عشرة، يوم مات أبو قحافة، والد أبي بكر الصديق -رضي الله عنهم-. وأخرج ابن سعد فِي "الطبقات": ما يدلّ عَلَى أنها عاشت بعد ذلك، فروى عن الواقدي، عن ابن أبي سبرة، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم: أن عمر استعمل معاوية عَلَى عمل أخيه، فلم يزل واليا لعمر حَتَّى قُتل، واستُخلف عثمان، فاْقره عَلَى عمله، وأفرده بولاية الشام جميعاً، وشخص أبو سفيان إلى معاوية، ومعه ابناه: عتبة، وعنبسه، فكتبت هند إلى معاوية، قد قدم عليك أبوك وأخواك، فاحمل أباك عَلَى فرس، وأعطه أربعة آلاف درهم، واحمل عتبة عَلَى بغل، وأعطه ألفي درهم، واحمل عنبسة عَلَى حمار، وأعطه ألف درهم، ففعل ذلك، فَقَالَ أبو سفيان أشهد بالله، أن هَذَا عن رأي هند.

وكان عتبة منها، وعنبسة منْ غيرها، أمه عاتكة بنت أبي أُزيهر الأزدي، وفي