٥ - (أنس) بن مالك الصحابيّ الخادم الشهير -رضي الله عنه- ٦/ ٦. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن شيخه أحد مشايخ الجماعة منْ غير واسطة. (ومنها): أنه مسلسل بثقات البصريين. (ومنها): أن فيه أنسًا -رضي الله عنه- منْ المكثرين السبعة. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَنَس) بن مالك -رضي الله عنه- (أَنَّ نَبِيَّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ يَقُولُ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ) هو فِي الأصل عدم القدرة عَلَى الشيء مطلقًا، والمراد به هنا عدم القدرة عَلَى فعل الخير (وَالْكَسَلِ) بفتحتين: هو عدم انبعاث النفس إلى الخير، وقلّة الرغبة فيه (وَالْبُخْلِ) أي منع ما أوجب الله تعالى عليه إيتاءه لمستحقّه (وَالْهَرَمِ) بفتحتين، مصدر هرِم، منْ باب تعِب: إذا كبر سنه، وضعف، حَتَّى لا يقدر عَلَى فعل الخير (وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ") أي الحيات والموت، وهو منْ ذكر العامّ بعد الخاصّ، وفتنة الممات قيل: هي فتنة القبر، وقيل: الفتنة عند الاحتضار.
قَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: والكسل المتعوّذ منه هو التثاقل عن الطاعات، وعن السعي فِي تحصيل المصالح الدينيّة، والدنيويّة. والعجز المتعوذ منه هو عدم القدرة عَلَى تلك الأمور، والهرم المتعوذ منه هو المعبّر عنه فِي الْحَدِيث الآخر بأرذل العمر، وهو ضعف القوى، واختلال الحواسّ، والعقل الذي يعود الكبير بسببه إلى أسوأ منْ حال الصغير، وهو الذي قَالَ الله تعالى فيه:{وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ}[يس: ٦٨]. انتهى "المفهم" ٧/ ٣٤. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث أنس -رضي الله عنه- هَذَا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه: