للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (حَبّان) -بفتح الحاء المهملة، وتشديد الموحّدة- ابن هلال، أبو حبيب البصريّ، ثقة ثبت [٩] ٤٤/ ٥٩٠.

٣ - (حماد بن سلمة) بن دينار، أبو سلمة البصريّ، ثقة عابد، تغير بآخره [٨] ١٨١/ ٢٨٨.

٤ - (إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة) الأنصاريّ، أبو يحيى المدنيّ، ثقة حجة [٤] ١٩/ ٢٠.

٥ - (سعيد بن يسار) أبو الحباب المدنيّ، ثقة متقن [٣] ٤٦/ ٧٤٠.

٦ - (أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه ١/ ١. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فقد تفرّد به هو وأبو داود. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين منْ إسحاق، وشيخه نسائيّ، والباقيان بصريان. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه- أحفظ منْ رَوَى الْحَدِيث فِي دهره. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) رضي الله تعالى عنه (أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ) أي منْ قلة المال، يقال: فقِر، منْ باب تعب: إذا قلّ ماله، ويحتمل أن يكون المراد فقر النفس، وهو عدم القناعة بما أوتيت، وبدل له حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، مرفوعًا: "ليس الغني عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس"، متَّفقٌ عليه.

وَقَالَ فِي "المرقاة" ٥/ ٣٢٢: أي فقر القلب، أو منْ قلب حريص عَلَى جمع المال، أو منْ الفقر الذي يفضي بصاحبه إلى كفران النعمة فِي المآل، ونسيان ذكر المنعم المتعال، أو يدعوه إلى سدّ الخلّة بما يتدنّس به عرضه، وينثلم به دينه. وَقَالَ الطيبيّ: أراد فقر النفس، أعني الشره الذي يقابل غنى النفس الذي هو قناعتها، أو أراد قلة المال، والمراد الاستعاذة منْ الفتنة عليها، كالجزع، وعدم الرضا به. انتهى.

(وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْقِلَّةِ) قَالَ الطيبي: أراد بها القلّة فِي أبواب البرّ، وخصال الخير؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يؤثر الإقلال فِي الدنيا، ويكره الاستكثار منْ الأعراض الفانية. وَقَالَ غيره: أراد قلة العدد، أو الْعُدَد. وَقَالَ بعضهم: المراد قلة الصبر، وقلة الأنصار، أو قلة المال بحيث لا يكون له كَفَاف منْ القوت، فيعجز عن وظائف العبادة. انتهى (وَالذِّلَّةِ) بالكسر: أي منْ أن يكون ذليلًا فِي أعين النَّاس، بحيث يستخفّونه، ويحتقرون شأنه.