نقص مال منْ صدقة … " الْحَدِيث، وفيه: "إنما أهل الدنيا أربعة … ". وذكره ابن حبّان فِي "الثقات"، وذكره فِي "الضعفاء"، فسماه عبادا، وَقَالَ: منكر الْحَدِيث، ساقط الاحتجاج؛ لما يرويه، وأحسبه الذي يروي عن الحسن، ويروي عنه الثوريّ، وأبو نعيم، فإن كَانَ كذلك، فهو مولى بني حصن، وهو كوفيّ يخطىء. رَوَى له البخاريّ فِي "الأدب المفرد"، والأربعة، وله عند المصنّف فِي هَذَا الكتاب حديث الباب فقط.
رَوَى عن ابن عمر، وعنه عبادة بن مسلم الفزاريّ، والحارث بن عبد الرحمن، خال ابن أبي ذئب. قَالَ ابن معين، وأبو زرعة: ثقة. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات". رَوَى له البخاريّ فِي "الأدب المفرد"، والمصنف، وأبو داود، وابن ماجه، وله عندهم هَذَا الْحَدِيث فقط.
٥ - (ابن عمر) عبد الله رضي الله تعالى عنهما ١٢/ ١٢. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات. (ومنها): أن فيه ابن عمر رضي الله تعالى عنهما منْ العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ جُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ) النوفليّ (أَنَّ ابْنَ عُمَرَ) بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما (قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بعَظَمَتِكَ، أَنْ أُغتَالَ مِنْ تَحْتِي) بالبناء للمفعول، يقال: اغتاله: أي قتله غِيلة بكسر الغين المعجمة، وهو أن يخدعه، فيذهب به إلى موضع لا يُرى فيه، فإذا صار إليه قتله: أي أعوذ بك منْ أن يجيئني البلاء منْ حيث لا أشعر. وَقَالَ فِي "النهاية": "أن أُغتال منْ تحتي": أي أُدهَى منْ حيث لا أشعر، يريد به الخسف. انتهى (قَالَ جُبَيْرٌ: وَهُوَ الْخَسْفُ، قَالَ عُبَادَةُ: فَلَا أَدْرِي قَوْلَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، أَوْ قَوْلَ جُبَيْرٍ) أي لا أعلم أن هَذَا التفسير، هل هو منْ تفسير الراوي موقوفاً، أو منْ تفسير النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مرفوعًا، والظاهر أنه موقوف.
والحديث أخرجه المصنّف فِي "عمل اليوم والليلة" ٣٧٩ رقم ٥٦٦ مطوّلاً, ولفظه:
سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول فِي دعائه، حين يمسي، وحين يصبح:"اللَّهم إني أسألك العافية فِي الدنيا والآخرة، اللَّهم إني أسألك العفو والعافية فِي ديني، ودنياي، وأهلي، ومالي، اللَّهم استر عورتي، وآمن روعاتي، اللَّهم احفظني منْ بين يديّ، ومن خلفي، ومن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال منْ تحتي".