للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَقَالَ طَرَفَةُ:

وَهُمْ أَيْسَاُر لُقْمَانَ إِذَا … أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْدَاءَ الْجُزُرْ

وكان منْ تَطَوَّع بنحرها ممدوحا عندهم، قَالَ الشاعر:

وَنَاجِيَةٍ نَحَرْتُ لِقَوْمٍ صِدْقٍ … وَمَا نَادَيْتُ أَيْسَارَ الْجُزُرْ (١)

{وَالْأَنصَابُ} بفتح الهمزة: جمع نُصُب بضمتين: وهو حجر نُصِبَ، وعُبد منْ دون الله، وقيل: النُّصُب جمع، واحدها نِصَابٌ، قيل: هي الأصنام، وقيل: غيرها، فإن الأصنام مصوّرةْ منقوشةٌ، والأنصاب بخلافها. قاله الفيّوميّ. وَقَالَ فِي "اللسان": قَالَ الجوهري: النَّصْب -أي بفتح، فسكون-: ما نُصب، فعُبد منْ دون الله تعالى، وكذلك النُّصب بالضمّ، وَقَدْ يُحرَك، مثلُ عسُر، قَالَ الأعشى:

وَذَا النُّصُبَ الْمَنْصُوبَ لَا تَنْسُكَنَّهُ … لِعَافِيَةٍ وَاللهَ فَاعْبُدَا

وُيُروى عجُزُه:

وَلَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ وَاللهَ فَاعْبُدَا

وَقَالَ القرطبيّ فِي "تفسيره" ٦/ ٥٧: قَالَ ابن فارس: النصب حجر كَانَ يُنصب، فيعبد، وتُصَبّ عليه دماء الذبائح، وهو النَّصْب -بالفتح- أيضاً، والنصائب حجارة تنصب حوالى شفير البئر، فتُجعل عضائدَ، وغُبار منتصبٌ: مرتفع، وقيل: النُّصُب جمع واحده نِصاب، كحمار وحُمُر، وقيل: هو اسم مفرد، والجمع أنصاب، وكانت ثلاثمائة وستين حجرا، وَقَالَ مجاهد: هي حجارة كانت حوالي مكة يذبحون عليها. قَالَ ابن جريج: كانت العرب تذبح بمكة، وتنضح بالدم ما أقبل منْ البيت، ويشرحون اللحم، ويضعونه عَلَى الحجارة، فلما جاء الإِسلام قَالَ المسلمون للنبي -صلى الله عليه وسلم-: نحن أحق أن نعظم هَذَا البيت بهذه الأفعال، فكأنه عليه الصلاة والسلام لم يكره ذلك، فأنزل الله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا} [الحجّ: ٣٧]، ونزلت: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} [المائدة: ٣]

{وَالْأَزْلَامُ} هي: قداح الميسر، واحدهما زَلَمٌ، وزُلَم، قَالَ:

بَاتَ يُقَاسِيهَا غُلَامٌ كَالزُّلَمْ

وَقَالَ آخر، فجمع:

فَلَئِنْ جَذِيمَة قَتَّلَتْ سَرَواتَهِا .... فَنِسَاؤُهَا يَضْرِبْنَ بِالأَزْلَامِ


(١) راجع تفسير القرطبيّ "الجامع لأحكام القرآن" ٣/ ٥٢ - ٥٣.