ابْنَ عَبَّاسٍ) رضي الله تعالى عنهما (فَقُلْتُ: سَمِعْتُ الْيَوْمَ شَيْئًا، عَجِبْتُ مِنْهُ) بكسر الجيم، منْ باب تعب، وفي رواية لمسلم:"فأتيت ابن عبّاس، فقلت: ألا تسمع ما يقول ابن عمر؟ "(قَالَ) ابن عبّاس (مَا هُوَ؟) أي ما الشيء الذي عجبت منه؟ (قُلْتُ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ؟ فَقَالَ: حَرَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ) ابن عبّاس (صَدَقَ ابْنُ عُمَرَ) فيما أخبرك به، وفي الرواية التالية: صدق، حرمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ سعيد:(قلْتُ: مَا الْجَرُّ؟ قَالَ) ابن عبّاس (كُلُّ شَيْءٍ مِنْ مَدَرٍ) برفع "كلُّ" عَلَى تقدير مبتدإ: أي هو كل شيء منْ مدر: أي مصنوع منه، و"المدر": جمع مَدَرة، مثلُ قصب وقصبة، وهو التراب المتلبّد، قَالَ الأزهريّ: المدر قِطَع الطين، وبعضهم يقول: الطين الْعِلْك الذي لا يُخالطه رملٌ، والعرب تُسمّي القرية مَدَرةً؛ لأن بُنيانها غالباً منْ المدر. قاله فِي "المصباح".
وهذا تصريح منْ ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما بأن الجرّ يدخل فيه جميع أنواع الجرار المتّخذة منْ المدر، الذي هو التراب. قاله النوويّ رحمه الله تعالى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث حديث ابن عمر، وابن عبّاس رضي الله تعالى عنهم هَذَا أخرجه مسلم.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -٢٨/ ٥٦٢١ و٥٦٢٢ - وفي "الكبرى" ٢٩/ ٥١٢٩ و٥١٣٠. وأخرجه (م) فِي "الأشربة" ١٩٩٧ (د) فِي "الأشربة" ٣٦٩١. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"عمرو بن زُرَارة": هو الكلابيّ، أبو محمد النيسابوريّ الثقة الثبت [١٠] ٧/ ٣٦٨. و"إسماعيل": هو ابن عليّة. و"أيوب": هو السختيانيّ.
[تنبيه]: قوله: "عن رجل": هو أبو بشر جعفر بن إياس، فقد ذكر فِي "تحفة