للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥٦٤٥ - وفي "الكبرى" ٣٧/ ٥١٥٣. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٦٤٧ - (أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا (١) عَبْدُ اللَّهِ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ لَهَا، يُقَالُ لَهُ: أَنَسٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}؟ [الحشر: ٨] قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}؟ [الأحزاب: ٣٦] قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَإِنِّى أَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، نَهَى عَنِ النَّقِيرِ، وَالْمُقَيَّرِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ).

قَالَ الجامع عَفا الله تعالى عنه: "أسماء بنت يزيد" القيسيّة البصريّة، لم يرو عنها إلا سليمان التيميّ، مقبولة [٦]. تفرد بها المصنّف بهذا الْحَدِيث فقط.

و"أنس" القيسيّ البصريّ، ابن عم أسماء بنت يزيد القيسيّة، مقبول [٦].

رَوَى عن ابن عبّاس، وعنه أسماء بنت يزيد، ذكره ابن حبّان فِي "الثقات"، تفرّد به المصنّف بهذا الْحَدِيث فقط.

[تنبيهان]: (الأول): قوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ} الآية قَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى فِي "تفسيره" ١٤/ ١٨٦: رَوَى قتادة، وابن عبّاس، ومجاهد فِي سبب نزول هذه الآية أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب زينب بنت جحش، وكانت بنت عمته، فظنّت أن الخِطبة لنفسه، فلما تبيّن أنه يريدها لزيد، كرهت، وأبت، وامتنعت، فنزل الآية، فأذعنت زينب حينئذ، وتزوّجته وفي رواية, فامتنعت، وامتنع أخوها عبد الله لنسبها منْ قريش، وأن زيدًا كَانَ بالأمس عبداً، إلى أن نزلت هذه الآية، فَقَالَ له أخوها: مرني بما شئت، فزوجها منْ زيد. وذكر القرطبيّ أيضاً سببا آخر.

وَقَالَ الإِمام ابن كثير رحمه الله تعالى فِي "تفسيره" ٣/ ٤٩٨ - بعد أن أورد الآثار التي تدلّ عَلَى بيان سبب نزولها-: ما نصّه: فهذه الآية عامة فِي جميع الأمور، وذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء، فليس لأحد مخالفته، ولا اختيار لأحد هاهنا, ولا رأي، ولا قول، كما قَالَ تبارك وتعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} وفي الْحَدِيث: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حَتَّى يكون هواه تبعًا لما جئت به" (٢)، ولهذا شدّد


(١) وفي نسخة: "أخبرنا".
(٢) صححه النوويّ فِي "الأربعين"، وتعقبه الحافظ ابن رَجَب رحمه الله تعالى، وَقَالَ: تصحيحه بعيد؛ لتفرّد نعيم بن حماد به، وهو وإن وثقه جماعة، وأخرج له البخاريّ، إلا أنه لما كثرت =