للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تناول المسكرات، وسيعقد المصنّف رحمه الله تعالى بعد ثلاثة أبواب بابًا فيه: "ذكر الآثام المتولّدة عن شرب الخمر، منْ ترك الصلوات، ومن قتل النفس، التي حرّم الله، ومن الوقوع عَلَى المحارم". (ومنها): سماحة الشريعة فِي محلّ الحرج، ومواضع الضرورة، فقد أباح الانتباذ فِي كل وعاء للمضرّة، بعد أن نهى عنه للمصحلة، فهذا منْ لطف الحكيم الغفَّار سبحانه وتعالى، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: ٣٤]، اللَّهم أوزعنا شكر نعمائك، والاعتراف بآلائك، ورؤية التقصير فِي شكر جزيل عطائك، "سبحانك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيك عَلَى نفسك". والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٦٥٩ - (أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، لَمَّا نَهَى عَنِ الظُّرُوفِ، شَكَتِ الأَنْصَارُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ لَنَا وِعَاءٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "فَلَا إِذًا").

رجال هَذَا الإسناد: سبعة:

١ - (محمود بن غيلان) العدويّ مولاهم، أبو أحمد المروزيّ، نزيل بغداد، ثقة [١٠] ٣٣/ ٣٧.

٢ - (أبو داود الْحَفَريّ (١)) عمر بن سعد بن عُبيد الكوفيّ، ثقة عابدٌ [٩] ١٥/ ٥٢٣.

٣ - (أبو أحمد الزبيريّ) محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمرو بن درهم الأسديّ الكوفيّ، ثقة ثبت، إلا أنه قد يُخطىء فِي حديث الثوريّ [٩] ٤٣/ ٢٢٣٩.

٤ - (سفيان) بن سعيد الثوريّ، أبو عبد الله الكوفيّ، ثقة ثبت حجة [٧] ٣٣/ ٣٧.

٥ - (منصور) بن المعتمر، أبو عتّاب الكوفيّ، ثقة ثبت [٦] ٢/ ٢.

٦ - (سالم) بن أبي الجعد رافع الغطفانيّ الأشجعيّ مولاهم الكوفيّ، ثقة يرسل [٣] ٦١/ ٧٧.

٧ - (جابر) بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاريّ السَّلَميّ الصحابيّ ابن الصحابيّ رضي الله تعالى عنهما ٣١/ ٣٥. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسلٌ بثقات الكوفيين، غير شيخه، فمروزيّ، ثم


(١) بفتح الحاء المهملة، والفاء-: نسبة إلى موضع بالكوفة. قاله فِي "التقريب" ٢٥٣.