للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (الحارث بن مسكين) القاضي المصريّ، ثقة فقيه [١٠] ٩/ ٩.

٣ - (ابن القاسم) هو عبد الرحمن الْعُتَقيّ المصريّ الفقيه، ثقة، منْ كبار [١٠] ١٩/ ٢٠.

٤ - (مالك) بن أنس، إمام دار الهجرة الحجة الثبت [٧] ٧/ ٧.

٥ - (نافع) العدويّ مولى ابن عمر المدنيّ الفقيه، ثقة ثبت [٣] ١٢/ ١٢.

٦ - (ابن عمر) عبد الله رضي الله تعالى عنهما ١٢/ ١٢. والله تعالى أعلم،

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ رباعيات المصنّف رحمه الله تعالى بالنسبة للسند الأول، وهو (٢٧٥) منْ رباعيات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخيه، وابن القاسم، فمصريّون، وقتيبة، وإن كَانَ بغلانيًا، إلا أنه نزل مصر. (ومنها): أن هَذَا الإسناد أصحّ الأسانيد عَلَى الإطلاق، كما نقل عن الإمام البخاريّ، فقد رَوَى الخطيب فِي "الكفاية" عن يحيى بن بكير، أنه قَالَ لأبي زرعة الرازيّ: يا أبا زرعة، ليس ذا زَغْزَعَة عن زَوْبَعَة (١)، إنما ترفع الستر، فتنظر إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، والصحابة -رضي الله عنهم-: حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما. انظر "تدريب الراوي" ١/ ٧٨. وفيه ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أحد المكثرين السبعة، واحد العبادلة الأربعة، وَقَدْ تقدّم هَذَا كله غير مرّة، وإنما أعدته تذكيرًا لطول العهد به. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنِ ابْنِ عُمَرَ) بن الخطّاب رضي الله تعالى عنهما (أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "منْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا) أي منْ شربها، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه (حُرِمَهَا فِي الْآخِرةِ") -بضم المهملة، وكسر الراء الخفيفة، منْ الحرمان- وفي رواية أيوب، عن نافع الآتية فِي الباب التالي: بلفظ: "فمات، وهو يُدمنها، لم يتب منها، لم يشربها فِي الآخرة".

قَالَ الخطّابيّ، والبغوي: "شرح السنة": معنى الْحَدِيث: لا يدخل الجنة؛ لأن


(١) "الزعزعة" -كما فِي "القاموس"-: تحريك الريح الشجرةَ أو نحوها، أو كلّ تحريك شديد، و"الزوبعة" -بفتح، فسكون- فِي الأصل اسم شيطان، أو رئيس للجنّ، كما فِي "القاموس"، والمراد به هنا الإعصار: أي لا يحرك هَذَا الإسناد ريح شديدة الهبوب، وهو كناية عن صلابته وقوّته. والله تعالى أعلم.