لا عن السُّكْر، عَلَى أنه يمكن أن يكون معنى:"ولا تَسْكَرُوا": أي لا تشربوا المسكر؛ توفيقًا بين الأدلة، عَلَى أن المفهوم لا يعارض الأدلة الصريحة عند القائل به، وعند غيره لا عبرة به أصلا فِي التحريم، فلا وجه للاستدلال به فِي مقابلة النصوص الصريحة فِي تحريم المسكر، كقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أسكر كثيره، فقليله حرام"، وقوله:"كل مسكر خمر"، وغير ذلك. والله تعالى أعلم بالصواب.
٣ - (سماك) بن حرب، أبو المغيرة الكوفيّ، صدوقٌ، تغّير بآخره، فكان ربما تلقّن [٤] ٢/ ٤٦٥.
٤ - (القاسم بن عبد الرحمن) المسعوديّ، أبو عبد الرحمن الكوفيّ، ثقة عابد [٤] ٤٨/ ٣١٩٤.
٥ - (أبوه) عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذليّ كوفيّ، ثقة، منْ صغار [٢] ٤٨/ ٣٤٤٩.
٦ - (أبو بُردة بن نيار) -بكسر النون، بعدها تحتانيّة خفيفة- الْبَلَويّ، حليف الأنصار، واسمه هانىء، وقيل: الحارث بن عمرو، وقيل: مالك بن هُبيرة، صحابي، مات -رضي الله عنه- سنة (٤١) وقيل: بعدها، تقدمت ترجمته فِي ٥٨/ ٣٣٣١. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ) رضي الله تعالى عنه، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:"اشْرَبُوا فِي الظُّرُوفِ) أي اشربوا الشراب الذي انتبذتموه فِي الأوعية كلها (وَلَا تَسْكرُوا) بفتح الكاف، منْ سكر كعلم، وَقَدْ استدلّ الذين أباحوا شرب المسكر به، قالوا: يُفهم منه أن