٤ - (أبو الزبير) محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكيّ، صدوقٌ يُدلّس [٤] ٣١/ ٣٥.
٥ - (جابر) بن عبد الله بن عمرو بن حَرَام الأنصاريّ السَّلَميّ الصحابيّ ابن الصحابيّ رضي الله تعالى عنهما ٣١/ ٣٥. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن فيه جابرًا رضي الله تعالى عنه منْ المكثرين السبعة، رَوَى (١٥٤٠) حديثًا. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ جَابِر) بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما (أَنَّ رَجُلًا مِنْ جَيْشَانَ) بفتح الجيم، وسكون التحتانيّة بعدها شين معجمة (وَجَيْشَانُ مِنَ الْيَمَنِ) أي مكان منْ جملة أماكن اليمن، قَالَ فِي "القاموس": وجيشانُ: خِطّة بالْفُسْطاط، ومِخْلافٌ باليمن، ولقبُ عَبْدانَ بن حَجْر بن ذي رُعَين، وإليه يُنسب الجيشانيون، وأبو تميم الجيشانيّ تابعيّ منْ أهل اليمن. انتهى.
(قَدِمَ) بكسر الدال المهملة، منْ باب تعب (فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، عَنْ شَرَابٍ) أي عن حكمه (يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ، مِنَ الذُّرَةِ، يُقَالُ لَهُ: الْمِزْرُ؟) بكسر الميم، وسكون الزاي، آخره راء (فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-:"أَمُسْكِرٌ هُوَ؟) وفي رواية مسلم: "أوَ مسكر هو؟ "، قَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: الرواية التي لا يُعرَف غيرها هي بفتح الهمزة، وفتح الواو عَلَى جهة الاستفهام عن صفة النبيذ المسؤول عنه، وهو حجة عَلَى منْ علّق التحريم عَلَى وجود الإسكار بالشارب منْ غير اعتبار وصف المشروب، وهم الحنفيّة، وهذا نصٌّ فِي أن المعتبر شرعًا إنما هو المعنى الذي فِي الخمر الذي يعبّر عنه الفقهاء بالشدّة المطربة، والمسكرة. انتهى "المفهم" ٥/ ٢٦٨.
(قَالَ) الرجل (نَعَمْ) أي هو مسكر (قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَهِدَ) بكسر الهاء، منْ باب تعب: أي التزم ذلك بقوله، ووعيده حسبما سبق فِي علمه عز وجل، وفي رواية مسلم:"إن عَلَى الله عهدًا"(لِمَنْ شَرِبَ المُسْكِرَ، أَنْ يَسْقِيَهُ) بفتح أوله، وضمه، كما سبق غير مرّة (مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ) بفتح الخاء المعجمة (قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ:"عَرَقُ) بفتحتين (أَهْلِ النَّارِ، أَوْ) للشكّ منْ الراوي (قَالَ: "عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ) "العُصارة" -بضم العين المهملة: ما سأل عن العصر، ومنه قيل: اعتصرت ما فلان: إذا استخرجته منه. قاله فِي "المصباح". قَالَ القرطبيّ رحمه