للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فرجها الأربع، ورجح القاضي عياض الأخير، واختار ابن دقيق العيد الأول، قال: لأنه أقرب الى الحقيقة أو هو حقيقة في الجلوس، وهو كناية عن الجماع فاكتفى به عن التصريح. قاله في الفتح ج ١ ص ٤٧٠.

(ثم جهدها) قال الفيومي رحمه الله: جَهَد في الأمر جَهْدا من باب نفع: إذا طلب حتى بلغ غايته في الطلب، وجهده الأمر والمرض جهدا أيضا: إذا بلغ منه المشقة، ومنه جَهْدُ البلاء، ويقال: جهدت فلانا جهدا إذا بلغت مشقته، جهدت الدابة، وأجهدتها: حملت عليها في السير فوق طاقتها، وجهدت اللبن جهدًا: مزجته بالماء، ومخضته حتى استخرجت زبده، فصار حلوا لذيذًا، قال الشاعر (من البسيط):

منْ نَاصع اللَّوْن حُلوْ الطُّعْم مَجْهُود

وصفه إبله بغزارة لبنها، والمعنى أنه مُشتهى لا يمل من شربه، لحلاوته وطيبه.

وقوله عليه الصلاة والسلام: "إذا جلس بين شعبها، وجهدها" مأخوذ من هذا، شبه لذة الجماع بلذة شرب اللبن الحلو، كما شبهه بذوق العسل بقوله: "حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك". اهـ المصباح ج ١ ص ١١٢.

وقال ابن منظور رحمه الله: "ثم جهدها": أي دفعها، وحَفَزَهَا، وقيل الجهد من أسماء النكاح. -يعني الجماع- اهـ لسان ج ١ ص ٧٠٩.

وفي الفتح: يقال: جهد، وأجهد أي بلغ المشقة، قيل: معناه كَدَّهَا بحركته، أو بلغ جهده في العمل بها. اهـ ج ١ ص ٤٧٠.

قال الجامع: حاصل المعنى المراد: أنه جامعها. والله أعلم.

ووقع في مسلم من طريق شعبة، عن قتادة "ثم اجتهد"، ورواه أبو