للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أن القصة وقعت لأم سلمة، لا لعائشة، اهـ عمدة القاري ج ٣ ص ٢٣٦ وقال الحافظ بعد نقل كلام عياض: وهذا يقتضي ترجيح رواية هشام، وهو ظاهر صنيع البخاري، لكن نقل ابن عبد البر عن الذهلي أنه صحح الروايتين، وأشار أبو داود إلى تقوية رواية الزهري لأن مسافع بن عبد الله تابعه عن عروة، عن عائشة، وأخرج مسلم أيضا رواية مسافع، وأخرج أيضًا من حديث أنس قال: "جاءت أم سليم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت له، وعائشة عنده" فذكر نحوه. وروى أحمد من طريق إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة، عن جدته أم سليم، وكانت مجاورة لأم سلمة، فقالت أم سليم يا رسول الله" فذكرا الحديث، وفيه أن أم سلمة هي التي راجعتها، وهذا يقوي رواية هشام.

قال النووي في شرح مسلم: يحتمل أن تكون عائشة، وأم سلمة، جميعا أنكرتا على أم سليم، وهو جمع حسن لأنه لا يمتنع حضور أم سلمة وعائشة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس واحد، وقال في شرح المهذب: يجمع بين الروايات بأن أنسا (١) وعائشة، وأم سلمة، حضروا القصة. انتهى. فتح ج ١ ص ٤٦٢.

المسألة الخامسة: في ذكر اختلاف ألفاظ هذا الحديث:

قال العلامة العيني رحمه الله: لفظ البخاري في باب الحياء في العلم بعد قوله "إذا رأت الماء فغطت أم سلمة تعني وجهها، وقالت يا رسول الله أو تحتلم المرأة؟ قال: نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها وفي لفظ له بعد قوله: "إذا رأت الماء، فضحكت أم سلمة، فقالت: أتحتلم المرأة؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - فبم يشبه الولد وفي لفظ: قالت أم سلمة: فقلت: فضحت النساء، وعند مسلم من حديث أنس "أن أم سليم


(١) لكن قدمنا أن الظاهر أن أنسا لم يحضر إنما أخذ عن أمه، كما يشير إليه رواية عند مسلم عنه، حيث قال: إن أم سليم حدثت أنها سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - … الحديث.