أباه كان أوصى إليه، وكان جده الأسود من مهاجرة الحبشة. روى عن عروة، وعلي بن الحسين، وسليمان بن يسار، وغيرهم.، وروى عنه الزهري وهو من أقرانه، ويزيد بن قُسَيط، ومات قبله، وابن إسحاق، ومالك، وعمرو بن الحارث، وسعيد بن أبي أيوب، ويحيى بن أيوب، وغيرهم. قال ابن لهيعة: قدم مصر سنة ٣٦ - يعني ومائة- وثقه ابن أبي حاتم، والنسائي، وابن حبان، وابن سعد. وقال: كان كثير الحديث. وقال أحمد بن صالح: ثبت له شأن وذكر، وقال ابن البرقي: لا يعلم له رواية عن أحد من الصحابة مع أن سنه يحتمل ذلك. مات في آخر سلطان بني أمية، قاله الواقدي، وقيل: ١٣١، وقال ابن حبان: ١١٧. قال الحافظ: هذا وهم لا مرية فيه، والأشبه أن يكون من سقم النسخة، وكأنها كانت سنة ٣٧. أخرج له الجماعة.
٥ - (عروة) بن الزبير المدني الفقيه ثقة ثبت -٣ - تقدم في ٤٠/ ٤٤.
٦ - (عائشة رضي الله عنها) بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه تقدمما في ٥/ ٥. والله أعلم.
لطائف هذا الإسناد
منها: أنه من سداسياته، وأن رواته كلهم ثقات أجلاء، وكلهم مصريون إلا عروة، وعائشة، فمدنيان، وأبو الأسود، وإن كان مدنيا إلا أنه نزل مصر أيضا، وفيه أبو الأسود هذا الباب أول محل ذكره.
قوله:"وذكر آخر"، يعني أن ابن وهب، روى عن عمرو بن الحارث، وذكر معه رجلا آخر روى عنه أيضًا، كلاهما يرويان عن أبي الأسود يتيم عروة، وهذا الرجل لم أجد من ذكره. لكن جهله لا يضر صحة الحديث، لأن عمرو بن الحارث ثقة لا يحتاج إلى أن يقرن بغيره.
وقوله:"وهو مجاور"، أي معتكف. كما أوضحته الرواية السابقة.
وشرح الحديث واضح مما مر، وكذا الفوائد. والله تعالى أعلم.