للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نَسَبَ عدتهم ثمانية لرواية أبي يعلى، وهي عند البخاري، وكذا عند مسلم، وزعم ابن التين تبعا للداودي أن عرينة هم عكل، وهو غَلَط، بل هما قبيلتان متغايرتان، عكل من عدنان، وعرينة من قحطان. وعكل بضم المهملة وإسكان الكاف -: قبيلة من تَيْم الرباب، وعرينة- بالعين والراء المهملتين والنون- مصغرا: حي من قُضاعة، وحي من بَجيلَة، والمراد هنا الثاني، كذا ذكره موسى بن عقبة في المغازي، وكذا رواه الطبراني من وجه آخر عن أنس. ووقع عند عبد الرزاق من حديث أبي هريرة بإسناد ساقط أنهم من بني فَزَارَة، وهو غلط, لأن بني فزارة من مضر لا يجتمعون مع عكل، ولا مع عرينة أصلا.

وذكر ابن إسحاق في المغازي: أن قد ومهم كان بعد غزوة ذي قَرَد، وكانت في جمادى الآخرة سنة ست، وذكرها البخاري بعد الحديبية، وكانت في ذي القعدة منها، وذكر الواقدي: أنها كانت في شوال منها، وتبعه ابن سعد، وابن حبان، وغيرهما.

وللبخاري في المحاربين من طريق وهيب، عن أيوب أنهم كانوا في الصُفَّة قبل أن يَطْلُبُوا الخروجَ إلى الإبل (١).

(قَدِمُوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) من باب تَعبَ، أي أقبلوا عليه، وأتَوْهُ بالمدينة، والجملة في محل رفع خبر "إن" (فتكلموا بالإسلام) أي نطقوا به، وأظهروا أنهم مسلمون (فقالوا: يا رسول الله إنا أهل ضرع) أي أهل مواش ذات ضروع، يقال: ماله زَرعْ ولا ضَرعْ، يعني بالضَّرع الشاة والناقة والضرع لكل ذات ظلْف، أو خُفٍّ، وضرع الناقة والشاة: مَدَرُّ لبنها، والجمع ضروع (٢).

وقال الفيومي: الضرع لذات الظلف كالثدي للمرأة، والجمع ضروع مثل فَلْس وفُلُوس (٣). والمراد بالضرع جنسه، وهو كناية عن


(١) فتح جـ ١ ص ٤٠٢.
(٢) لسان جـ ٤ ص ٢٥٨٠.
(٣) المصباح جـ ٢ ص ٣٦١.