للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم -) أي خبرهم وفعلهم هذا، ففاعل "بلغ" ضمير يعود إلى ما ذكر من فعلهم، وعند البخاري: "فجاء الخبر في أول النهار" وفي رواية "فجاء الصَّريخُ" وهو فعيل بمعنى فاعل، أي الصَّارخ بالإعلام بما وقع منهم، وهذَا الصارخ، كما مرَّ آنفا أحد الراعيين (فبعث) أي أرسل - صلى الله عليه وسلم - (الطَّلبَ) بفتحتين جمع طالب, لأنه يجمع على طُلَّب وطُلاّب، وطَلَبَة، وطَلَب، يقال: طَلَبَهُ طَلَبًا مُحرَّكًةً، وتَطَلَّبَهُ،

واطَّلَبَهُ كافتعله: حَاولَ وُجوده وأخْذَه، قاله المجد (١). أي جماعة يطلبونهم (في آثارهم) أي بعدهم، يقال: خرج في إثره -بكسر فسكون، وأثره، بفتحتين-: أي بَعْدَه، قاله المجد، وفي حديث سلمة بن الأكوع: "خيلا من المسلمين أميرهم كُرْزُ بن جابر الفهري" وكذا ذكره ابن إسحاق، والأكثرون، وهو بضم الكاف، وسكون

الراء، بعدها زاي، وللنسائي من رواية الأوزاعي: "فبعث في طلبهم قَافَةً" أي جمع قائف، ولمسلم من رواية معاوية بن قرة، عن أنس: أنهم شباب من الأنصار، قريب من عشرين رجلا، وبعث معهم قائفا يقتص آثارهم، قال الحافظ: ولم أقف على اسم هذا القائف، ولا على اسم واحد من العشرين، لكن في مغازي الواقدي: أن السرية كانت عشرين رجلا، ولم يقل: من الأنصار، بل سمى منهم جماعة من المهاجرين منهم: بُريدة بن الحُصيب، وسلمةُ بن الأكوع الأسلميان، وجُندَبُ، ورافع ابنا مكَيث الجُهَنيَّان، وأبو ذر وأبو رُهم الغفاريان، وبلال بن الحارث، وعبد الله بن عمرو بن عوف المزنيان، وغيرهم. والواقدي لا يحتج به إذا انفرد، فكيف إذا خالف، لكن يحتمل أن يكون من لم يسمه الواقدي من الأنصار، فأطلق الأنصار تغليبا، أو قيل للجميع: أنصار بالمعنى الأعم.


(١) ق.