والمراد به عُقبة بن أبي مُعَيط -بمهملة مصغرا- فقد بينه أبو داود الطيالسي في مسنده، وقال:"فجاء عقبة بن أبي معيط، فقذفه على ظهره".
وإنما كان أشقاها مع أن فيهم أبا جهل، وهو أشدهم كفرًا، وأذىً له - صلى الله عليه وسلم - لكون عُقبة باشر العملَ، فالشقاء هنا بالنسبة إلى هذه القضية، فإنهم اشتركوا في الأمر والرِّضى، ولكن انفرد عقبةُ بالمباشرة، فكان أشقى، ولهذا قُتلُوا في الحرب، وقُتل هو صبرا، أفاده في الفتح.
(فأخذ الفرث) أي فرث الجزور المذبوحة (فذهب به) أي بالفرث (ثم أمهله) أي انتظر النبي - صلى الله عليه وسلم - (فلما خر ساجدًا وضعه على ظهره) الشريف وعند البخاري "فنظر حتى إذا سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وضعه على ظهره بين كتفيه، وأنا انظر، لا أُغني شيئا، لو كانت لي مَنَعَةٌ، قال: فجعلوا يضحكون، ويُحيلُ بعضهم على بعض، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجد لا يرفع رأسه".
(فأخبرت) بالبناء للمفعول (فاطمةُ) بالرفع نائب فاعل "أخبرت"(بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بدل من فاطمة، أي أخبرها بعض الناس بما فعلوا بأبيها، ويحتمل أن يكون المخبرُ هو ابنَ مسعود رضي الله عنه (وهي جارية) جملة حالية من فاطمة رضي الله عنها، أي والحال أنها جارية، أي صغيرة السن, سميت جارية لخفّتهَا ونَشَاطها.
قال الفيومي رحمه الله: والجارية: السفينة، سميت بذلك لجريانها في البحر، ومنه قيل: للأمة جارية على التشبيه لجريها مُسَخَّرَةً في أشْغَال مواليها، والأصل فيها الشابة لخفتها، ثم توسعوا حتى سَمُّوا كل أمة جارية، وإن كانت عجوزًا لا تقدر على السعي تسميةً بما كانت عليه، والجمع فيهما الجَواَري (١).