للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: "فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا ما كان من مريم" (١) وقال ابن أبي مليكة عن المسور مرفوعا: "فاطمة بَضْعَة مني، يَريبُني ما رَابها، ويؤذيني ما آذاها" أخرجه الشيخان. وعن علي بن الحسين عن أبيه، عن علي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة: "إن الله يرضى لرضاك، ويغضب لغضبك".

ومناقبها كثيرة جدّا، قال الزهري عن عائشة: عاشت فاطمة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر، زاد غيره: وهي بنت سبع وعشرين سنة، وقيل: ثمان، وكانت أوَّل آل النبي - صلى الله عليه وسلم - لُحوقا به، وغسلها علي، ودُفنت ليلا، وقيل: ماتت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بثلاثة أشهر، وقيل: بمائة يوم، وقيل: بثمانية أشهر، وقيل: غير ذلك (٢).

(فجاءت) فاطمة رضي الله عنها (تسعى) أي تسرع (فأخدته) أي الفرث بدمه (من ظهره) - صلى الله عليه وسلم -، وفي رواية: "فأقبلت تَشْتمُهم" زاد البزار: "فلم يَرُدُّوا عليها شيئا" (فلما فرغ) - صلى الله عليه وسلم - (من صلاته) فيه أن الدعاء كان خارج الصلاة، وعند البزار من رواية زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق: "فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، اللهم"، قال البزار: تفرد بقوله: "أما بعد" زيد.

وكان هذا الدعاء وهو مستقبل القبلة كما ثبت من رواية زهير، عن أبي إسحاق، عند الشيخين، قاله الحافظ (قال: اللهم عليك بقريش) أي بإهلاكهم، والراد الكفار منهم، أو من سَمَّى منهم، فهو عام أريد به الخاص.

وأصل اللهم: يا ألله، حذف منه حرف النداء، وعُوِّض عنه الميم المشددة، ولا يستعمل إلا في نداء لفظ الجلالة، ولا يجمع بين "يا"


(١) انظر صحيح البخاري تعليقًا ٥/ ٢٥، والفتح ٧/ ٧٧ ومسند أحمد ٣/ ٥٨٠، ٣٩١.
(٢) تت جـ ١٢ ص ٤٤٠ - ٤٤٢.