كان حافظا مكثرا ثقة ثبتا، وحكى الدارقطني في الجرح والتعديل عن ابن معين، قال: كنا عند أبي داود، فقال: ثنا شعبة، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، قال:"نَهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النَّوْح" قال: فقيل: يا أبا داود هذا حديث شبابة، قال: فدعه، قال الدارقطني: لم يحدث به إلا شَبَابةُ، قال: وهذه قصة مهولة عظيمة في أبي داود.
قال الحافظ: أخطأ أبو داود في هذا الحديث أو نسي، أو دلس، فكان ماذا؟
وقال محمَّد بن منهال: ثنا يزيد بن زريع، ثنا شعبة بحديثين، قال محمَّد: قال يزيد: حدثت بهما أبا داود، فكتبهما عني، ثم حدث بهما عن شعبة. قال الذهبي: دلسهما عنه فكان ماذا؟. قال الحافظ: ويجوز أن يكون كان نسيهما، فلما حدثه يزيد بهما ذَكَرَهُما. قال الفَلاس: لا أعلم أحدا تابعه على رفع حديث: "آية المنافق" وهو ثقة.
وعن يونس بن حبيب قال: قدم علينا أبو داود، وأملى علينا من حفظه مائة ألف حديث، أخطأ في سبعين موضعا، فلما رجع إلى البصرة كتب إلينا بأني أخطأت في سبعين موضعا فأصلحوها. وذكر المزِّي أن البخاري استشهد به، وهو كما قال، ولكن وقع في الجامع في تفسير سورة المدثر: حدثنا محمَّد بن بشار، ثنا عبد الرحمن بن مهدي وغيره، قالا: ثنا حرب بن شداد، فذكر حديثا، والمكني عنه في هذا الحديث هو أبو داود الطيالسي هذا، بينه أبو عروبة الحراني عن بُندار. وروى له مسلم والأربعة. توفي بالبصرة سنة ٢٠٣، وهو يومئذ ابن ٧٢ سنة لم يستكملها، وقيل: سنة ٢٠٤، وذلك في ربيع الأول (١).
٣ - (شعبة) بن الحجاج الإمام العلم الحجة -٧ - تقدم في ٢٤/ ٢٦.