قائما، وخلْتُني صادقا، وقوله تعالى:{أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}[العلق: آية ٧] وأُلْحقَت بها في ذلك رأي الحُلُميَّة، والبَصَريَّة بكثرة، نحو {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}[يوسف: آية ٣٦]، وقول الشاعر (من الكامل):
وألحقت أيضا: عَدِم، وفَقَدَ، ووَجَدَ، بمعنى لَقِي، بقَلة، دون باقي الأفعال، فلا يقال: ضربتني اتفاقا، لئلا يكون الفاعل مفعولا، بل ضربت نفسي، وظلمت نفسي، ليتغاير اللفظان، وإنما جاز ذلك في
أفعال القلوب لأن مفعولها في الحقيقة مضمون الجملة، لا المنصوب بها فلا ضرر في اتحاده مع الفاعل (١) وإنما أكدت عائشة رضي الله عنها كلامها بالقسم توكيدا لإنكارها على من أوجب نقض الشعر في الغسل، كما نقل عن عبد الله بن عمرو أنه كان يأمر النساء بذلك، كما في صحيح مسلم، وسيأتي في المسائل.
(أغْتَسلُ) جملة في محل نصب على الحال, لأن رأى بصرية (أنا) ضمير منفصل للمتكلم، أُتي به للفصل، للعطف على الضمير المرفوع المتصل، كما قال في الخلاصة:
(ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -) عطف على الضمير الفاعل (من هذا) مُشيرةً إلى إناء موضوع عندها، كما يفيده قوله (فإذا)"إذا" هنا للمُفاجَأة، أي لمُفَاجَأة ما بعدها لما قبلها، وهي تختص بالجمل الأسمية، نحو قوله تعالى:{فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}[طه: آية ٢٠].
(تَوْرٌ) بفتح التاء وسكون الواو بعدها راء مهملة: إناء من صُفْر، أو حجارة، كالإجَّانة، تُذكِّرهُ العرب، وتَشْرَبُ فيه، وقد يتوضأ منه،
(١) أفاده في حاشية الخضري على شرح ابن عقيل على الألفية ونقلته بتصرف راجع جـ ١ ص ١٥١.