وعند البخاري في المعراج من رواية هَمَّام بن يحيى عن قتادة "بينما أنا في الحَطِيم -وربما قال في الحجْر- مضطجعًا" … وفي رواية الزهري عن أنس، عن أبي ذر "فُرِجَ سَقْفُ بيتي وأنا بمكة" وفي رواية الواقدي بأسانيده أنه أسري به من شعب أبي طالب، وفي حديث أم هانىء عند الطبراني أنه بات في بيتها، قال:"ففقدته من الليل، فقال: إن جبريل أتاني". والقصة متحدة لاتحاد مَخْرَجِهَا.
قال الحافظ رحمه الله: والجمع بين هذه الأقوال أنه نام في بيت أم هانىء، وبيتها عند شِعْب أبي طالب، فَفُرِجَ سقفُ بيته -وأضاف البيت إليه لكونه كان يسكنَه- فنزل منه الملك فأخرجه من البيت إلى المسجد، فكان به مضطجعًا، وبه أثر النُّعاس، ثم أخرجه الملك إلى باب المسجد، فأركبه البراق. وقد وقع في مرسل الحسن عند ابن إسحاق أن جبريل أتاه فأخرجه إلى المسجد، فأركبه البراق، وهو يؤيد هذا الجمع.
وقيل: الحكمة في نزوله عليه من السقف الإشارة إلى المبالغة في مفاجأته بذلك، والتنبيه على أنه المراد منه أن يُعرَج به إلى جهة العلو. اهـ "فتح" جـ ٧ ص ٢٤٣ - ٢٤٤.
(بين النائم واليقظان) الظرف إما خبر أو حال من "أنا".
و"اليَقْظان": بفتح فسكون: صفة مشبهة من "يَقظَ يَقَظًا" من باب تَعِبَ، ويَقَظَةً، بفتح القاف، ويَقَاظَةً: خلافُ نامَ، وكذلكَ إذا انتبه للأمور. ورجل يَقْظَانُ، وامرأة يَقْظَى. أفاده في "المصباح" جـ ٢ ص ٦٨٠ - ٦٨١.