للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سفره - صلى الله عليه وسلم - بالليل، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالدُّلجَة، فإن الأرض تُطوَى بالليل".

وفيه أن التَّجْربَة أقْوَى في تحصيل المطلوب من المعرفة الكثيرة، يُسَتَفادُ ذلك من قوَل موسى - عليه السلام - للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنه عالَجَ النَّاسَ قَبْلَهُ وجَرَّبَهُم، ويستفاد تحكيمُ العادة، والتنبيُه بالأعلى على الأدنى؛ لأن من سلف من الأم كانوا أقوى أبدانا من هذه الأمة، وقد قال موسى في كلامه: إنه عالجهم على أقل من ذلك فما وافقوه. أشار إلى ذلك ابن أبي جمرة؛ قال: ويستفاد منه أن مقام الخُلَّة الرِّضا والتسليمُ ومقامَ

التكليم مقامُ الإدلال والانبساط، ومن ثَمَّ استبدَّ موسى بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -

بطلب التخفيف دونَ إبراهيم - عليه السلام (١) - مع أن للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الاختصاص بإبراهيم أزيدَ مما له من موسى؛ لمقام الأبُوَّةِ ورفعةِ المنزلةِ والاتباع في الملة.

وقال غيره: الحكمةُ في ذلك ما أشار موسى - عليه السلام - في نفس الحديث مِن سَبْقِهِ إلى معالجة قومه في هذه العبادة بعينها، وأنهم خالفوه وعصوه.

وفيه أن الجنة والنار مخلوقتان، لقوله في بعض طرق الحديث: "عرضت عليّ الجنة والنار".

وفيه استحباب الإكثار من سؤال الله تعالى، وتكثيرِ الشفاعة


(١) وفيه نظر لأن الظاهر أن إبراهيم عليه السلام لم يعرف ما فُرِضَ عليه، كما سيأتي التصريح بأنه لم يسأله عن شيء. فكيف يأمره بالمراجعة. فتأمل.