(قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة) برفع "يدخلني"، والجملة في محل جر صفة لعمل، ويجوز جزمه بتقدير "إن عملته"، أو على أنه جواب الأمر.
وفي عمدة القاري: الجزم فيه على جواب الأمر غير مستقيم، لأنه إذا جُعِلَ جوابَ الأمر يبقى قوله "بعمل" غير موصوف، والنكرة غير الموصوفة لا تفيد، كذا قاله صاحب المظهر شارح المصابيح.
قال العيني رحمه الله: التنكير في "بعمل" للتفخيم، أو التنويع، أي بعمل عظيم، أو معتبر في الشرع، أو نقول إذا صح الجزم فيه: إن جزاء الشرط محذوف، تقديره: أخبرني بعمل إن عملتُهُ يدخلني الجنة، فالجملة الشرطية بأسرها صفة لعمل، فافهم. اهـ. "عمدة" جـ ٨ ص ٢٣٩.
ويدخلني من الإدخال، أي يدخلني الله به، أو يدخلني ذلك العمل عل الإسناد المجازي. قاله السندي. زاد في رواية البخاري في "كتاب الأدب" فقال القوم: ما له، ما له؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرب ما له"، وهو بفتح الهمزة والراء منونًا، أي حاجة، و"ما" زائدة للتأكيد، كأنه قال: له حاجة مَّا.
وقال ابن الجوزي: المعنى له حاجة مهمة مفيدة جاءت به، لأنه عَلِمَ بالسؤال أنَّ له حاجةً، ورُوِيَ "أرِبَ" بلفظ الماضي، يقال: أرِبَ الرجَلُ في الأمر إذا بلغ فيه جُهْدَه، قالهَ النضر بن شميل، وعن الأصمعي: أرِبَ في الشيء صار ماهرًا فيه، فهو أرِيب، وكأنه تَعَجَّبَ من حُسْن