أي لأن الأرض ليس بها هشام. انظر التفاصيل في "مغني اللبيب" لابن هشام جـ ١ ص١٦١، ١٦٢.
وعلى هذا الاحتمال الأخير فالظاهر أن قائل "كأنه كان على راحلته" هو أبو أيوب رضي الله عنه، أي إنما قال له "ذَرْهَا" لأنه كان راكبًا على راحلته، فمنعها من سيرها، فكأنه يقول له: قد قضيتَ حاجتك، فاترك الناقة تُوَاصِلُ سَيْرَهَا. والله أعلم.
وقال العيني: قوله: "ذرها" أي اترك الر احلة ودَعْهَا، كأن الرجل كان على الراحلة حين سأل المسألة. وفَهِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - استعجالَهُ، فَلمَّا حَصَّلَ مقصودَهُ من الجواب قال له: دَعِ الراحلةَ تمَشِي إلى منزلك، إذ لم يَبْقَ لك حاجة فيما قصدته، أو كان - صلى الله عليه وسلم - راكبًا وهو كان آخذًا بزمام راحلته، فقال بعد الجواب: دع زِمَامَ الراحلة. اهـ. "عمدة" جـ ١٨ ص ١٢٧.
قال الجامع: الاحتمال الأول مما ذكر العيني بعيد، بل الاحتمال الثاني هو الأولى، كما سبق تقريره، ومما يبين ذلك ما تقدم في بعض طرق الحديث أن السائل أخَذَ بخطامِ ناقته - صلى الله عليه وسلم -. فتبصر. والله تعالى أعلم، وهو المستعان، ونعم الوكيل.
مسائل تتعلق بهذا الحديث
المسألة الأولى: في درجته:
حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه هذا متفق عليه.