(عن عُمَارَة بن رُوَيبة) الثقفي الصحابي رضي الله عنه أنه (قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لن يلج النار مَنْ صَلَّى) ولمسلم "لن يلج النار أحَدٌ صلَّى"(قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها) يعني الفجرَ والعصرَ، أي داوم على أدائهما.
والمراد أنه لا يدخلها أصلًا للتعذيب، بل يدخلها أو يَمُّر عليها تَحِلَّةَ القسمِ، وهذا إذا وُفِّقَ لِبَقِيَّةِ الأعمال، أو لا يدخلها على وجه التأبيد، وهذا لا ينافي أنه قد يُعَذَّبُ؛ لما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"أتدرون من المفلس؟ " قالوا: المفلس فينا من لا درهمَ له، ولا مَتَاعَ، فقال:"إن المفلس من أمتي مَن يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فَيُعْطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضَى ما عليه أخذَ من خطاياهم فَطُرِحَت عليه، ثم طُرِحَ في النار". رواه مسلم. قاله فَي "المنهل" جـ ٤ ص ٧.
وإنما خَصَّ هاتين الصلاتين بالذكر لأن وقتَ الصبح وقتُ لَذَّةِ النوم، والقيامُ فيه أشق على النفس من القيام في غيره، ووقتُ العصرَ وقتُ قُوَّةِ الاشتغال بالتجارة أو غيرها، فلا يَتَفَرغُّ للصلاة فيه إلا مَن