وأنه أحد المكثرين السبعة المتقدمين في شرح ١/ ١ روى ٢٢٨٦ حديثا، وتقدم آنفا في عبارة (صة) أنه روى ١٦٣٠ ولا تنافي بينهما لأن هذا ما وجد له في مسند بقي بن مخلد، كما حققه ابن الجوزي رحمه الله تعالى، انظر تعليق العلامة أحمد محمَّد شاكر على ألفية السيوطي ص ٢١٨، والذي في (صة) هو ما في الأصول الستة، فتنبه.
ومنها: أن فيه قوله أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، وقد استوفيت نكتته في ٩/ ٩ فارجع إليه تزدد علما.
ومنها: أن فيه الإخبار، والعنعنة من صيغ الأداء.
شرح الحديث
"عن ابن عمر" رضي الله عنهما "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: الفطرة" أي السنة القديمة التي اختارها الأنبياء، واتفقت عليها الشرائع، واختار ابن دقيق العيد أن تكون الفطرة هنا ما جبل الله الخلق عليه، وجعل طباعهم على فعله، وهي كراهة ما في جسده مما هو ليس من زينته. "قص الأظفار" أي قطع ما طال منه "وأخذ الشارب" أي قصه، وسيأتي تمام البحث عنه في الباب التالي إن شاء الله تعالى. "وحلق العانة" أي إزالة الشعر الثابت فوق ذكر الرجل، وقبل المرأة، وهذا هو موضع الترجمة هنا، وقد تقدم الكلام على معنى العانة في أول الباب. ويأتي تمام البحث عنه في المسائل إن شاء الله تعالى.