الرأس: فَوْدَاهُ، وجانباه. وسُمِّيَ ذو القرنين بذلك لأنه ضُرِبَ على جانبي رأسه، فلقب به. انتهى كلام الخطابي في "المعالم" جـ ١ ص ٢٤١، ٢٤٢.
قال الجامع عفا الله عنه: أرجح هذه الأقوال عندي هذا الوجه الخامس، وقريب منه الوجه الأول، أو هو تفصيل له، وإنما كان هذا أرجح، لأن ظاهر النص لا يُعدَل عنه إلا إذا كان فيه ما يصرفه عن ظاهره، وهنا لا داعي لذلك، لأن الشيطان كونه ينتقل من مكان إلى مكان بحيث يصل إلى محل طلوع الشمس وغروبها غير مستبعد، فلا حاجة لصرف اللفظ عن ظاهره إلى غيره. والله أعلم.
وقوله (قام) جواب "إذا"، أي إلى الصلاة، "وحتى" غاية لمراقبته للشمس، يعني أنه جلس مراقبًا للشمس إلى أن صارت بين قرني الشيطان، فقام يسابق غروبها (فنقرها أربعًا) من نَقَرَ الطائرُ الحب نَقْرًا، من باب قتل: التقطه. أي نقر صلاة العصر نقرًا كنقر الطائر الحب.
قال الجزري رحمه الله: يريد تخفيف السجود، وأنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب مِنْقَارَهُ فيما يريد أكله. انتهى.
وقال السندي رحمه الله: كأنه شبه كل سجدتين من سجداته من حيث إنه لا يمكث فيهما، ولا بينهما، بنقر طائر إذا وضع منقاره يلتقط شيئًا. انتهى. يعني إنما قال: أربعا، أي أربع سجدات مع أن في العصر