يرد) النبي - صلى الله عليه وسلم - (شيئًا) أي لم يرد عليه جوابا ببيان الأوقات باللفظ بل قال له: "صل معنا" لتعرف ذلك، ويحصل لك البيان بالفعل، وإنما تأولناه لنجمع بينه وبين حديث بريدة، حيث قال له:"صل معنا هذين اليومين"، ولأن من المعلوم من أحواله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يجيب إذا سئل عما يحتاج إليه. أفاده النووي في شرح مسلم جـ ٥ ص ١١٦.
(فأمر بلالًا) بالأذان، فأذن، ثم أمره بالإقامة (فأقام: بالفجر) الباء سببية، أي أقام بسبب حضور صلاة الفجر، أو هي بمعنى اللام، أي أقام للفجر (حين انشق) أي طلع الفجر، يقال: شق الفجر، وانشق: طلع، كأنه شَقَّ محل طلوعه، وخرج منه. ولمسلم:"فأقام الفجر، حين انشق الفجر، والناس لا يعرف بعضهم بعضًا"، والمراد أنه أراد أول الطلوع.
(ثم أمره فأقام بالظهر حين زالت الشمس) عن بطن السماء.
(والقائل يقول: أنتصف النهار؟) قال الشيخ ولي الدين: أنتصف بفتح الهمزة على سبيل الاستفهام، وهمزة الوصل محذوفة، كقوله تعالى:{أَصْطَفَى الْبَنَاتِ}[الصافات: ١٥٣]. وقال السندي: يحتمل أن تكون بكسرها على أن حرف الاستفهام مقدر، كما في قول
القائل: طلعت الشمس؟ اهـ.
والجملة في محل نصب على الحال، والتقدير: أمره - صلى الله عليه وسلم - بالإقامة