قوله:"حيث أفاض" حيث هنا للزمان، فإنها قد تأتي له، كما قال الأخفش، وإن كان أكثر استعمالها للمكان، كما في مغني اللبيب جـ ١ ص ١٦٦ - أي في الوقت الذي أفاض فيه من عرفات.
وقوله:"أفاض من عرفات" أي رجع، ودفع منها، يقال: أفاض الناس من عرفات: دَفَعُوا منها، وكل دَفْعَة إفاضة. وأفاضوا من منى إلى مكة يوم النحر: رجعوا إليها، ومنه طواف الإفاضة، أي طواف الرجوع من منى إلى مكة. قاله في "المصباح".
وقوله:"أتى جمعًا": أي جاء إلى مزدلفة، وسميت جمعًا: إما لأن الناس يجتمعون لها، وإما لأن آدم اجتمع هناك بحواء. قاله في المصباح أيضًا.
وشرح الحديث واضح، وكذا المسائل المتعلقة به واضحة مما سبق، فلا حاجة إلى إعادتها. والله أعلم، وهو المستعان، وعليه التكلان.
تنبيه:
حديث ابن عمر هذا من رواية سعيد بن جبير عنه أخرجه مسلم في الحج عن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي؛ وعن زهير بن حرب، عن وكيع، كلاهما عن شعبة، عن الحكم- وسلمة بن كُهَيل- وعن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن سلمة بن