للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فهو مستقبَلٌ بالفتح، اسم مفعول. قاله الفيومي (فقال: قد جئتكم والله من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقًا) مصدر منصوب بفعل محذوف وجوبًا، لكونه مؤكدًا، كما قال في الخلاصة في بيان المصدر الذي يحذف عامله وجوبًا:

وَمِنْهُ مَا يَدْعُونَهُ مُؤَكِّداَ … لِنَفْسِهِ أوْ غَيْرِهِ فَالمُبْتَدا

نَحْوُ لَهُ عَلَيَّ أَلْفٌ عُرْفًا … وَالثَّانِ كَابْنيِ أنْتَ حَقًّا صِرْفًا

أي أحُقُّهُ حَقًّا، أي أثبت كونه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إثباتًا لا يحتمل التشكيك. (فقال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلاة كذا في حين كذا) يعني أنه بَيَّنَ لهم أوقات الصلاة. (فإِذا حضرت الصلاة) أي دخل وقتها (فليؤذن لكم أحدكم) فيه دليل على أن أذان الواحد يكفي الجماعة، وهو الذي أراده المصنف بقوله: "اجتزاء المرء بأذان غيره" (وليؤمكم أكثركم قرآنًا) زاد في رواية البخاري: "فنظروا، فلم يكن أحد أكثر قرآنًا مني، لما كنت أتلقى من الركبان، فقَدَّمُونِي بين أيديهم، وأنا ابن ست، أو سبع سنين" (١).

وكانت علي بُرْدة، كنت إذا سجدت، تَقَلَّصَتْ عني، فقالت امرأة من الحي: ألا تُغَطُّون عنا اسْتَ قارئكم، فاشتروا لي قميصًا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص. انتهى صحيح البخاري جـ ٥ ص ١٩١ - ١٩٢. والله تعالى أعلم، وهو المستعان، وعليه التكلان.


(١) وفي رواية المصنف الآتية -٧٨٩ - "وأنا ابن ثمان سنين".