قلت: استعمله هنا متعديا ولذا قال "سُباطة قوم" بالضم كالكناسة وزنا ومعنى "فبال قائما" أي أهرق الماء حال كونه قائمًا.
والمعنى: أنه جاء إلى مَزْبَلة كائنة بفناء الدور فبال، لكون البول لا يرتد إليه لسهولتها.
وإضافة سباطة إلى القوم إضافة اختصاص لا ملك؛ لأنها لا تخلو عن النجاسة وبهذا يندفع إيراد من استشكل يكون البول يوهي الجدار ففيه إضرار، أو نقول: إنما بال فوق السباطة لا في أصل الجدار وهو صريح رواية أبي عوانة في صحيحه.
وقيل: يحتمل أن يكون علي إذنهم في ذلك بالتصريح أو غيره، أو لكونه مما يتسامح الناس به، أو لعلمه بإيثارهم إياه بذلك، أو لكونه يجوز له التصرف في مال أمته دون غيره لأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأموالهم، وهذا وإن كان صحيح المعنى لكن لم يُعْهَد ذلك من سيرته ومكارم أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - في الفتح جـ ١/ ص ٣٩٢.
٢٧ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ أَنَّ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا.