قال: ولو روي "حتى يُضِلَّ الرجلَ أنْ يَدري كم صلى" لكان وجهًا صحيحًا، يريد به حتى يُضِلَّ الشيطانُ الرجلَ عن دراية كم صلى، ولا أعلم أحدًا رواه كذا، لكنه لو روي لكان وجهًا صحيحًا في المعنى، غير خارج عن مراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. انتهى.
قال الحافظ العراقي -رحمه الله-: وما أدري ما وجه تفرقة ابن عبد البر بين "ما" و"لا"، فجعل رواية الفتح بمعنى "لا"، ورواية الكسر بمعنى "ما"، مع أن "لا"، و"ما" بمعنى واحد. ثم إنه -أعني ابن عبد البر- لا يعرف قوله "يظل" إلا بالظاء المشالة، ولا يتجه مع ذلك في "أن" إلا الكسر، ولا يتجه فيها الفتح، إلا مع الضاد الساقطة كما حكيناه عن بعضهم وهي رواية، قال القاضي عياض: حكى الداودي أنه روي "يضل" بالضاد، بمعنى ينسى، ويذهب وهمه، قال الله تعالى:{أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}[البقرة: ٢٨٢]، وما حكيته عن ابن عبد البر من ضبطه "أنْ" هنا بالفتح وافقه عليه الأصيلي، فضبطه بالفتح في صحيح البخاري، وما حكيته عن المعترض عليه، ذكره أيضًا القاضي عياض، فقال: ولا يصح تأويل النفي، وتقدير "لا" مع الفتح، وإنما يكون بمعنى "ما"، والنفي مع الكسر، قال: وفتحها لا يصح، إلا على رواية من روى "يضل" بالضاد، فتكون "أن" مع الفعل بعدها بتأويل المصدر مفعول "ضل" أي يجهل درايته، وينسى عدد ركعاته. انتهى.