(يذكر الله فيه) بالبناء للمفعول، والجملة في موضع التعليل، كأنه قيل: بنى ليذكر الله تعالى فيه، فهذا في معنى ما جاء "يبتغي به وجه الله" ولفظ المصنف في الكبرى "ليذكر الله فيه" بلام التعليل. والمراد به الإخلاص، يعني أنه بناه لذكر الله تعالى لا لغرض آخر. والله أعلم.
فائدة:
قال ابن الجوزي -رحمه الله-: من كتب اسمه على المسجد الذي يبنيه كان بعيدًا من الإخلاص. انتهى.
وقال الحافظ -رحمه الله-: ومن بناه بالأجرة لا يحصل له هذا الوعد المخصوص، لعدم الإخلاص، وإن كان يؤجر في الجملة. وروى أصحاب السنن, وابن خزيمة، والحاكم من حديث عقبة بن عامر، مرفوعًا "إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه المحتسب في صنعته، والرامي به، والممد به". فقوله "المحتسب في صنعته" أي من يقصد بذلك إعانة المجاهد، وهو أعم من أن يكون متطوعًا بذلك، أو بأجرة، لكن الإخلاص لا يحصل إلا من المتطوع.
وهل يحصل الثواب المذكور لمن جعل بقعة من الأرض مسجدًا بأن يكتفي بتحويطها من غير بناء، وكذا من عمد إلى بناء كان يملكه، فوقفه مسجدًا؟
إن وقفنا مع ظاهر اللفظ فلا، وإن نظرنا إلى المعنى فنعم، وهو