للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولدته أمه".

(كيوم ولدته أمه) كناية عن تكفير جميع ذنوبه؛ لأن المولود حين يولد ليس عليه شيء من الذنوب.

وقوله: "كيوم" يجوز جره بالكسرة، ويجوز بناؤه على الفتح، وهو المختار، لإضافته إلى جملة فعلية، فعلها ماض، كما قال في "الخلاصة":

وابْنِ أو اعْرِبْ مَا كَإِذْ قَدْ أُجْرِيا … وَاخْتَر بِنَا مَتْلُوَّ فِعْلٍ بُنِيَا

وَقَبْلَ فِعْلِ مُعْرَبٍ أو مُبْتَدَا … أعْرِبْ وَمَنْ بَنَى فَلَنْ يُفَنَّدَا

تنبيه:

رواية المصنف -رحمه الله- فيها اختصار، إذ ليس فيها بيان حال المسألة الثالثة؛ لأنه قال في كل من الأوليين: "فأوتيه"، ولم يذكر في الثالثة شيئًا، وقد بين في رواية غيره، فعند ابن ماجه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أما اثنتان، فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة". ولفظ أحمد: "إن سليمان بن داود عليه السلام سأل الله ثلاثًا، فأعطاه اثنتين، ونحن نرجو أن تكون له الثالثة"، فذكر الحديث.

ولما كان رجاؤه - صلى الله عليه وسلم - في مثل هذا يفيد التحقيق، استدل به المصنف، -رحمه الله-، على فضل المسمجد الأقصى والصلاة فيه، وكذا فعل ابن خزيمة -رحمه الله- في صحيحه. والله أعلم.