(عن سهل بن حنيف) - رضي الله عنه -، أنه (قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من خرج) أي من بيته، ففي رواية ابن ماجه "من تطهر في بيته، ثم أتى مسجد قباء". . . (حتى يأتي هذا المسجد، مسجد قباء) بدل من المسجد، أو مفعول لفعل مقدر، أعني مسجد قباء. (فصلى فيه) زاد في رواية ابن ماجه "صلاة"(كان له عدل عمرة) أي مثل أجر عمرة. فعَدْلُ يحتمل الرفع على أنه اسم كان وخبرها الجار والمجرور قبله، ويحتمل النصب على الخبرية، واسم كان محذوف، أي كان عمَلُهُ المذكور عمرة، أي مثل عمرة في الأجر.
قال ابن الأثير: العدل بالفتح: ما عادله من جنسه، وبالكسر ما ليس من جنسه، وقيل: بالعكس. وقال الزجاج: العدل- بالفتح والكسر: بمعنى المثل من الجنس، أو من غير الجنس. أفاده في اللسان جـ ٤ ص ٢٨٤٠.
وقال السندي -رحمه الله-: والأقرب أن الفتح في المساوي حسًا، والكسر في المساوي عقلًا، إذ الحسي يدرك بفتح العين، والعقلي بالفكر المحتاج إلى خفض العين، وغمضها، وهذا مثل العوج، والعلاقة، فهما بالفتح في المبصرات، وبالكسر في المعقولات، وهذا مبني على ما قالوا: إن الواضع الحكيم لم يهمل مناسبة الألفاظ بالمعاني قضاء لحق الحكمة. وعلى هذا فالأقرب في الحديث كسر