للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وما وقع في الآيات القرآنية، فليس شعرًا، لما قلنا. وبهذا يزول الإشكال. والله أعلم.

(اللهم) معناه: يا الله، وقال البصريون: اللهم دعاء بجميع أسمائه، إذ الميم تشعر بالجمع، كما في عليهم، وقال الكوفيون: أصله الله أمَّنَا بخير، أي اقصدنا، فخفف، فصار "اللهم" (لاخير إِلا خير الآخرة)، وفي رواية أبي داود "اللهم إن الخير خير الآخرة (فانصر الأنصار) هكذا رواية المصنف "فانصر"، وهي رواية البخاري في الهجرة، ورواية أبي داود أيضًا، ووقع في رواية الأكثرين للبخاري "فاغفر للأنصار"، وللمستملي، والحموي "فاغفر الأنصار" بحذف اللام، بتضمين "اغفر" معنى "استر".

والأنصار: جمع نصير، كأشْراف، جمع شريف، والنصير: الناصر، من نصره الله على عدوه، ينصره، نصرًا، والاسم: النصرة، وسموا بذلك؛ لأنهم آووا النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعزروه، ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، - رضي الله عنهم -.

(والمهاجرة) أي الجماعة المهاجرة، وهم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة فرارًا بدينهم إلى الله تعالى، وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

والهجرة في الأصل، من الهَجْرِ، ضِدِّ الوصل، وقد هَجَرَه، هَجْرًا، وهِجْرانا، ثم غلب على الخرَوج منَ أرض إلى أرض، وترك الأولى للثانية. يقال منه: هاجر مهاجرة. والله تعالى أعلم، وهو المستعان، وعليه التكلان.