للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأولى، وفيه احترام جهة القبلة، وقد بين علة النهي بقوله: (فإِن الله عَزَّ وَجَلَّ قبل وجهه) هذا وأمثاله من أحاديث الصفات مما يجب الإيمان به، وإثباته كما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بلا تأويل، ولا تشبيه، ولاتعطيل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١].

وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في جملة كلامه في آيات الصفات وأحاديثها ما نصه: وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة، فإن الله قبل وجهه، فلا يبصق قبل وجهه" … الحديث. حق على ظاهره، وهو سبحانه فوق العرش، وهو قبل وجه المصلي.

بل هذا الوصف يثبت للمخلوقات، فإن الإنسان لو أنه يناجي السماء، أو يناجي الشمس والقمر، لكانت السماء، والشمس، والقمر فوقه، وكان أيضًا قبل وجهه.

وقد ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- المثل بذلك- ولله المثل الأعلى، ولكن المقصود بالتمثيل بيان جواز هذا وإمكانه, لا تشبيه الخالق بالمخلوق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما منكم من أحد إلا سيرى ربه مخليًا به"، فقال له أبو رزين العقيلي: كيف يا رسول الله، وهو واحد ونحن جميع؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سأنبيك بمثل ذلك في آلاء الله، هذا القمر كلكم يراه مخليًا به، وهو آية من آيات الله، فالله أكبر". انظر تمام كلامه في "مجموع الفتاوى" جـ ٥ ص ١٠٧، فقد حقق هذا الموضوع تحقيقًا بالغًا لا