للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إلى تسويغ الابتداء بالنكرة؛ لكونها موصوفة. ويحتمل أن يقال: اسمها ضمير الشأن، والجملة خبرها (١).

واعترض السندي رحمه الله بأن القواعد تَأْبَى ذلك؛ لأن قوله: "أن يقف" بمنزلة الاسم المعرفة، فلا يصلح أن يكون خبراً لـ "كان"، وتكون النكرة اسماً له، بل "أن" مع الفعل يكون اسماً لـ "كان" مع الخبر معرفة متقدمة، مثل قوله تعالى: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا} [آل عمران: ١٤٧]. ولهذا نظائر في القرآن، وكذلك المعنى يأبى ذلك عند التأمل، فالوجه أن اسم "كان" ضمير الشأن، والجملة مفسرة للشأن، أو أن "خيراً" منصوب على أنه خبر "كان"، وترك الألف بعده من تسامح أهل الحديث، فإنهم كثيراً ما يتركون كتابة الألف بعد الاسم المنصوب، كما صرح به النووي، والسيوطي، وغيرهما في مواضع. والله تعالى أعلم (٢).

(من أن يمر) متعلق بـ "خير" (بين يديه) متعلق بـ "يمر" أي من مروره أمام المصلي.

زاد في رواية الشيخين: "قال أبو النضر: لا أدري، أقال: أربعين يوماً، أو شهراً، أو سنة". قال الحافظ: هو من كلام مالك، وليس من تعليق البخاري؛ لأنه ثابت في الموطأ من جميع الطرق، وكذا ثبت في رواية الثوري، وابن عيينة.


(١) فتح جـ ٢ ص ١٦٩.
(٢) شرح السندي جـ ٢ ص ٦٦.