للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كَلِفْتُ بالأمر: إذا أولِعتَ به، وأحببته. اهـ (١).

(من العمل) بيان مقدم لـ "ما تطيقون" فهو متعلق بحال محذوف من "ما" أي حال كون "ما تطيقونه كائناً من العمل (ما تطيقونه)؛ "ما" اسم موصول في محل نصب مفعول "اكلَفوا"، أي اكلَفوا العمل الذي تستطيعون المداومة عليه، ثم علَّلَ ذلك بقوله: (فإِن الله عز وجل لا يمل حتى تملوا) قال الفَيُّومي رحمه الله: مَلِلْتُه، ومللتُ منه، مَلَلاً، من باب تَعبَ، ومَلَالةً: سَئِمتُ، وضَجِرْت، والفاعل مَلُول، ويتعدى بالهمز، فيقال: أمللته. اهـ (٢).

قال النووي رحمه الله:

قال العلماء: المَلَل، والسآمة بالمعنى المتعارف في حقنا محال في حق الله تعالى، فيجب تأويل الحديث. قال المحققون: معناه لا يعاملكم معاملة المالِّ، فيقطع عنكم ثوابه، وجزاءه، وبسط فضله ورحمته حتى تقطعوا عملكم.

وقيل: معناه لا يملّ إذا مَلِلْتم. قاله ابن قتيبة وغيره، وحكاه الخطابي وغيره، وأنشدوا فيه شعراً، قالوا: ومثاله قولهم في البليغ: فلان لا ينقطع حتى يقطع خصومه، معناه لا ينقطع إذا انقطع خصومه، ولو كان معناه ينقطع إذا انقطع خصومه لم يكن له فضل


(١) لسان جـ ٥ ص ٣٩١٦ - ٣٩١٧.
(٢) المصباح جـ ٢ ص ٥٨٠.