للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كراهة فيه.

وقال ابن التين: زعم بعضهم أن لبس النبي -صلى الله عليه وسلم- لتلك الحلة كان من أجل الغزو. وفيه نظر؛ لأنه كان عقب حجة الوداع، ولم يكن له إذ ذاك غزو. أفاده الحافظ في الفتح (١) واعترض عليه العيني فيما نقله عن الحنفية بما فيه تعسف (٢).

(فركز عَنَزَة) يقال: ركَزَ الرمحَ رَكْزًا، من باب قتل: أثبته بالأرض. والعَنَزَة -بفتحات-: عَصًا أقصر من الرمح، ولها زُجّ (٣)، من أسفلها، والجمع عَنَزٌ، وعَنَزَات، مثل قصَبٍ، وقَصَبَات. قاله في المصباح.

ثم إن معنى قوله: "رَكَزَ": أمر بركزها، فقد بينت الروايات الأخرى أن الذي ركزها هو بلال رضي الله عنه، ففي رواية البخاري من طريق عمر بن أبي زائدة، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قبة حمراء من أدَم، ورأيت بلالاً أخذ وَضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورأيت الناس يبتدرون ذاك الوَضوء، فمن أصاب منه شيئاً تمسح به، ومن لم يصب منه شيئاً أخذ من بلل يد صاحبه، ثم رأيت بلالاً أخذ عنزة، فركزها، وخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في حلة حمراء مشمراً، صلى إلى العنزة بالناس ركعتين، ورأيت الناس والداوب يمرون من بين يدي العنزة".


(١) جـ ٢ ص ٣٩.
(٢) انظر عمدة القاري جـ ٤ ص ٩٩.
(٣) الزُّج بالضم: الحديدة في أسفل الرمح، جمعه زِجَاج، وزِجَجَة .. "ق".