الناس، فقال في كلامه: نحن الأمراء، وأنتم الوزراء، فقال حُباب بن المنذر: لا والله لا نفعل، منا أمير، ومنكم أمير، فقال أبو بكر: لا، ولكنا الأمراء، وأنتم الوزراء، هم أوسط العرب داراً، وأعربهم أحساباً، فبايعوا عمر بن الخطاب، أو أبا عبيدة بن الجراح، فقال عمر: بل نبايعك أنت، فانت سيدنا، وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخذ عمر بيده، فبايعه، وبايعه الناس، فقال: قائل: قتلتم سعد بن عبادة، فقال عمر: قتله الله". انتهى (١).
قال الحافظ رحمه الله: قوله: "لا والله لا نفعل، منا أمير ومنكم أمير". زاد في رواية ابن عباس أنه قال: "أنا جُدَيلها الْمُحَكّك، وعُذَيْقُها الْمُرَجّب"، وشرح هاتين الكلمتين أن العُذيق بالذال المعجمة تصغير عذق، وهو النخلة، والمرجَّب بالجيم والموحدة، أي يدعم النخلة إذا كثر حملها، والجديل بالتصغير أيضاً، وبالجيم، والجدل عود ينصب للإبل الجرباء لتحتك فيه، والمُحَكَّك بكافين الأولى مفتوحة، فأراد أنه يستشفى برأيه.
ووقع عند ابن سعد من رواية يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد: "فقام حُباب بن المنذر، وكان بدريّاً، فقال: منا أمير، ومنكم أمير، فإنا والله ما نَنْفَسُ عليكم هذا الأمر، ولكنا نخاف أن يليه أقوام