للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال عتبان: فغدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأذنت له، فلم يجلس حين دخل البيت، ثم قال: "أين تحب أن أصلي من بيتك؟ " فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكبر، فقمنا، فصفنا، فصلى ركعتين، ثم سلم.

قال: وحبسناه على خزيرة (١) صنعناها له، قال: فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد، فاجتمعوا, فقال قائل منهم: أين مالك ابن الدُّخَيشِن، أو ابن الدُّخْشُنِ؟ فقال بعضهم: ذلك منافق، لا يحب الله ورسوله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال: لا إله إلا الله، يريد بذلك وجه الله؟ ". قال: الله ورسوله أعلم. قال: فإنا نرى وجهه، ونصيحته إلى المنافقين. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله".

وساقه المصنف رحمه الله تعالى أيضاً بطوله في "عمل اليوم والليلة" برقم (١١٠٨) فقال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله -يعني ابن المبارك- عن معمر، عن الزهري، قال: أخبرني محمود بن الربيع، زعم أنه عقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعقل مَجَّةً مَجَّها من


(١) بفتح الخاء المعجمة، وكسر الزاي، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الراء، آخره هاء: قال ابن سيده: هي اللحم الغَثّ -بالثاء المثلثة- أي المهزول، يؤخذ، فيقطع صغاراً، ثم يطبخ بالماء، فإذا أميت طبخاً ذُرَّ عليه الدقيق، فعصد به، بشيء، ولا تكون الخزيرة إلا وفيها لحم. وقيل غير ذلك. اهـ عمدة القاري جـ ٤ ص ١٦٨.